إدمان الكوكايين (الكراك) له الكثير من الأضرار التي لا يستوعبها المدمن إلا عند تعرضه لأضرار صحية أو نفسية كبيرة، خاصة مخاطر تتعلق بالمخ، فقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أضرار خطيرة للكوكايين على المخ، تصل لحد تلف المخ ووظائفه، خاصة مع إهمال العلاج في المراحل الأولى من الإدمان.
تابع السطور التالية للتعرف على أهم أضرار إدمان الكراك على المخ، وطرق العلاج الناجحة للشفاء طويل الأمد.
ماذا تعرف عن إدمان الكوكايين؟
الكوكايين أو الكراك من المخدرات الخطيرة والتي يعتقد المدمن أنه إذا وقع تحت تأثيرها لن يستطيع الشفاء والتعافي او تبطيل الكوكايين. وتأتي خطورة الكوكايين بأنه يترك مشاعر قوية من اللذة والنشوة والاسترخاء مع قوة بدنية ويقظة ولكن هذه التأثيرات لا تتعدى إلا ساعات قليلة فقط، حتى يبدأ المتعاطي يشعر بالخمول والألم والنوم المستمر.
ويترك الكوكايين آثارًا سلبية كبيرة على القلب والمخ والصحة النفسية للمدمن. ويصبح مدمن الكوكايين معتمدًا جسديًا ونفسيًا على المخدر، مما يؤدي إلى عواقب مدمرة طويلة الأمد تهدد الحياة.
ويؤثر الكوكايين في المناطق العميقة من الدماغ التي تكافئنا على “السلوك الجيد” – مثل الأنشطة التي تؤدي إلى الطعام والجنس واللذة والنشوة. وتحفيز هذه المنطقة من الدماغ بالكوكايين يعطي شعورًا جيدًا ويخلق رغبة قوية في تعاطي المزيد والمزيد من الكوكايين، وبالتالي يؤدي التعاطي المتكرر للكوكايين إلى التسامح – حيث يستخدم المدمن جرعات أعلى وأعلى لتحقيق نفس التأثيرات التي شعر بها في المرات الأولى من التعاطي، وبالتالي يقع في فخ الجرعة الزائدة التي تسبب سكتات دماغية، أو الوفاة المفاجئة.
مدة تأثيرات الكوكايين
تعتمد مدة التأثيرات المبهجة للكوكايين على طريقة تعاطيه. فكلما تم امتصاص المخدر بشكل أسرع، زادت شدة النشوة الناتجة عنه، ولكن أيضًا كانت مدتها أقصر.
يؤدي شم الكوكايين إلى ظهور النشوة ببطء نسبيًا، ولكنها قد تستمر من 15 إلى 30 دقيقة. وعلى النقيض من ذلك، فإن النشوة الناتجة عن تدخين الكوكايين تكون أكثر فورية ولكنها قد تستمر من 5 إلى 10 دقائق فقط.
علامات إدمان الكوكايين:
- نزيف الأنف غير المتوقع والمتكرر.
- رشح الأنف المزمن.
- وجود بقايا مسحوق أبيض حول الأنف.
- التهيج.
- جنون العظمة.
- القلق.
- فقدان الوزن.
- اقتراض المال.
- عدم القدرة على الاحتفاظ بوظيفة.
- إهمال النظافة الشخصية.
- فقدان حاسة الشم بسبب تدهور الممرات الأنفية.
- الشعور بقشعريرة تشبه الحمى دون سبب واضح.
- ارتعاشات عضلية لا إرادية.
- الأرق.
- الشعور بالهلوسة السمعية أو البصرية.
- زيادة الحساسية للأصوات العالية والأضواء الساطعة.
- الإصابة بالاكتئاب الشديد.
واقرأ أيضًا: هل هناك علاقة بين إدمان الكوكايين والاكتئاب؟، و3 خطوات للتغلب على الإدمان
أضرار إدمان الكوكايين الصحية طويلة الأمد:
- النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- نزيف مفاجىء.
- نوبات / تشنجات.
- مستويات مختلفة من تلف الدماغ / البداية المبكرة للخرف.
- عدم انتظام ضربات القلب / فشل القلب.
- نزيف حاد في الأنف.
- فقدان حاسة الشم لدى المدمنين الذين يستنشقون الكوكايين.
- غرغرينا الأمعاء بسبب ضعف تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي.
- سوء التغذية وفقدان الوزن بشكل كبير.
- يؤدي تعاطي الكوكايين عن طريق الوريد: التهاب الكبد، فيروس نقص المناعة البشرية، التهابات الدم.
- ضعف وظائف الجهاز المناعي.
واقرأ أيضًا: كيف تعرف مدمن الكوكايين وكيف تتصرف معه؟
مخاطر خلط الكوكايين مع الكحول
وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن الجمع بين الكحول والكوكايين، يكون أكثر خطورة من الجمع بين الهيروين والكوكايين حيث يُحول الكبد الكحول والكوكايين إلى كوكايثيلين، وهي مادة كيميائية تبقى في الدماغ لفترة أطول من الكوكايين بمفرده. وهذا لا يؤدي فقط إلى تكثيف التأثيرات الفسيولوجية للكوكايين، بل ويزيد أيضًا من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والتشنجات والغيبوبة.
كيف يؤثر إدمان الكوكايين على المخ؟
الكوكايين أو الكراك، منبه للجهاز العصبي المركزي يلحق الضرر بالجسم والدماغ عن طريق إجبار الأوعية الدموية على الإغلاق. عندما تضيق الأوعية الدموية، يجب على القلب أن يعمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم. ويؤدي إجهاد القلب إلى الضغط على جميع الأعضاء الأخرى، وخاصة الكلى والرئتين والدماغ. وبمرور الوقت، يؤدي نقص الدم المستمر الذي يتدفق عبر الجسم إلى تلف الأنسجة. وقد ثبت أن تعاطي الكوكايين على المدى الطويل يؤدي إلى انكماش المخ وإثارة تطور تمدد الأوعية الدموية (جلطات الدم) في المخ.
أضرار إدمان الكوكايين على المخ
تعمل المخدرات مثل الكوكايين على تنشيط آليات المكافأة والتعزيز في الدماغ بقوة، حيث يشعر المدمن برغبة مستمرة في تعاطي المخدر للشعور على تأثيرات البهجة والنشوة.
من ناحية أخرى، يتم تحفيز نظام الدوبامين في الدماغ، والذي يُطلق عليه أحيانًا مسار المكافأة، من خلال جميع أنواع المحفزات المعززة، مثل الطعام والجنس والعديد من المخدرات، بما في ذلك الكوكايين. ةيبدأ هذا المسار في منطقة من الدماغ الأوسط تسمى المنطقة التغميطية البطنية ويمتد إلى مناطق أخرى من الدماغ بما في ذلك النواة المتكئة، حيث توجد فيها إحدى النقاط المسؤولة عن اللذة. بالإضافة إلى المكافأة والتعزيز، تنظم هذه الدائرة أيضًا المشاعر والدافع.
دعونا نشرح بالتفصيل:
في عملية الاتصال الطبيعية، يتم إطلاق الدوبامين بواسطة خلية عصبية إلى المشبك (الفجوة الصغيرة بين خليتين عصبيتين)، حيث يرتبط ببروتينات متخصصة تسمى مستقبلات الدوبامين على الخلية العصبية المجاورة. ومن خلال هذه العملية، يحمل الدوبامين إشارة من خلية عصبية إلى خلية عصبية. يقوم بروتين متخصص آخر يسمى الناقل بإزالة الدوبامين من المشبك لإعادة تدويره للاستخدام الإضافي.
وبالتالي تتداخل المخدرات مع عملية الاتصال الطبيعية هذه. على سبيل المثال، يعمل الكوكايين عن طريق الارتباط بناقل الدوبامين، مما يمنع إزالة الدوبامين من المشبك. ثم يتراكم الدوبامين في المشبك لإنتاج إشارة مكبرة إلى الخلايا العصبية المستقبلة. هذه الزيادة في الدوبامين، بالتزامن مع التأثيرات المبهجة للمخدر، تعلم الدماغ أن هذه المكافأة مرغوبة وأن يسعى إليها مرة أخرى. وهذا التعزيز يحرك دورة الإدمان وهو ما يجعل المدمن يُسارع لتعاطي المخدر للحصول على اللذة والبهجة والنشوة.
وأكدت الدراسات الطبية أن إدمان الكوكايين يحفز تغييرات طويلة الأمد في المخ، كما أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن تعاطي الكوكايين يسبب تكيفات عصبية كبيرة في الخلايا العصبية التي تطلق الناقل العصبي المثير الجلوتاميت. وأظهرت الحيوانات التي تتعرض بشكل مزمن للكوكايين، تغييرات عميقة في انتقال الجلوتامات العصبي ــ بما في ذلك الكمية التي يتم إطلاقها ومستوى البروتينات المستقبلة ــ في مسار المكافأة، وخاصة النواة المتكئة. وقد يكون نظام الجلوتامات هدفاً مناسباً لتطوير الأدوية المضادة للإدمان، بهدف عكس التكيفات العصبية الناجمة عن الكوكايين والتي تساهم في الدافع إلى استخدام المخدرات.
ورغم أن الباحثين ركزوا على التكيفات في نظام المكافأة في الدماغ، فإن المخدرات تؤثر أيضاً على مسارات الدماغ التي تستجيب للإجهاد. والإجهاد يساهم في تكرار تعاطي الكوكايين، وكثيراً ما يتزامن إدمان الكوكايين مع الاضطرابات المرتبطة بالإجهاد، حيث أن دوائر الإجهاد في الدماغ تختلف عن مسار المكافأة، ولكن تشير الأبحاث إلى وجود طرق مهمة تتداخل بها الدوائر.
ليس هذا وفقط، بل أشارت الأبحاث إلى أن الكوكايين يرفع من هرمونات الإجهاد، مما يؤدي إلى تكيفات عصبية تزيد من الحساسية للمخدرات والإشارات المرتبطة بها.
كيف يؤثر إدمان الكوكايين على الوظائف الادراكية؟
ويؤثر إدمان الكوكايين على العديد من المناطق الأخرى في المخ أيضًا. على سبيل المثال، تشير الأبحاث التي أجريت على الحيوانات إلى أن الكوكايين يخل بوظيفة القشرة المدارية الجبهية (OFC)، وهي المسؤولة عن بعض الوظائف الإدراكية مثل:
- ضعف اتخاذ القرار.
- عدم القدرة على التكيف مع العواقب السلبية لاستخدام المخدرات.
- الافتقار إلى البصيرة الذاتية التي يظهرها مرضى إدمان الكوكايين من خلال سلوكياتهم وطريقة تفكيرهم.
- النسيان المتكرر.
- التفكير الصحيح حول الأمور.
وجدت دراسة باستخدام تقنية البصريات الوراثية، والتي تستخدم الضوء لتعديل نشاط الخلايا العصبية المحددة المعدلة وراثيًا، أن تحفيز القشرة المدارية الجبهية يعيد التعلم التكيفي لدى الحيوانات. وتشير هذه النتيجة إلى أن تعزيز نشاط القشرة المدارية الجبهية قد يكون نهجًا علاجيًا جيدًا لتحسين البصيرة والوعي بعواقب تعاطي المخدرات بين مرضى إدمان الكوكايين، وهي من التقنيات الحديثة المستخدمة في علاج إدمان الكوكايين.
تواصل معنا الآن للتعرف على أحدث تقنيات علاج إدمان الكراك في سرية تامة.
علاج إدمان الكوكايين
غالبًا ما يصاحب الإدمان على مواد مثل الكوكايين مرض عقلي. وتشمل الاضطرابات الأكثر شيوعًا التي تصاحب إدمان الكوكايين ما يلي:
- اضطرابات الاكتئاب.
- الاضطراب ثنائي القطب.
- الفصام.
- تعاطي مواد أخرى.
- إدمان الكحول.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
وبالتالي يحتاج المدمن لبرنامج علاج إدمان الكوكايين الشامل الذي يضم عملية تنظيف الجسم من السموم، بجانب العلاج النفسي.
إليك اهم خطوات تبطيل الكراك:
هناك حلول لتبطيل الكراك وعلاج إدمان الكوكايين نهائيًا، طالما يتم العلاج داخل أفضل مستشفى علاج إدمان، لأن كل طرق علاج الإدمان في المنزل تكون نتيجتها سلبية وتنتهى بالفشل لأن المريض لا يستطيع تحمُل أعراض الانسحاب بمفرده دون وجود إشراف طبي. ويمكن تلخيص أهم خطوات علاج إدمان الكوكايين للتالي:
1- تنظيف الجسم من السموم.
2- العلاج النفسي والتاهيل السلوكي.
3- الرعاية اللاحقة.
اتصل بنا الآن أو تواصل معنا عبر واتساب للتعرف على أحدث برامج علاج إدمان الكوكايين بدون ألم وفي سرية تامة.
اترك تعليقاً