علاج إدمان الأفيون يجب أن يركز على علاج الآثار الصحية والنفسية بجانب برنامج علاج الإدمان وعلاج أعراض الانسحاب بدون ألم مع ضمان عدم الانتكاس من خلال اتباع برنامج الرعاية اللاحقة، لذا يجب أن يكون برنامج علاج إدمان الأفيون شامل لضمان التحرر من الإدمان نهائيًا.
ما هو إدمان الأفيون؟
المواد الأفيونية هي فئة من العقاقير التي تشمل المخدرات غير المشروعة مثل الهيروين وكذلك مسكنات الألم المشروعة التي تصرف بوصفة طبية مثل الأوكسيكودون والهيدروكودون والكودايين والمورفين والفنتانيل وغيرها، وهي أدوية قوية لها فوائد في تخفيف الألم ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى سوء الاستخدام والإدمان وخطر الجرعات الزائدة وحتى تؤدي إلى خطر الوفاة المفاجأة.
دعونا نوضح الأمر بشكل بسيط:
تعمل المواد الأفيونية كـ”مفتاح” يفتح “أقفالاً” خاصة في المخ. هذه الأقفال هي عبارة عن مستقبلات حساسة للمواد الأفيونية، وعندما تدخل المادة الأفيونية إلى الجسم، تجد هذه الأقفال وتلتصق بها، تمامًا كما يلتصق المفتاح بالقفل.
ماذا يحدث بعد ذلك؟
1- تسكين الألم: عندما تلتصق المادة الأفيونية بالمستقبلات، ترسل إشارات إلى الدماغ تخبره بأن هناك ألمًا، ولكنها في نفس الوقت تمنع هذه الإشارات من الوصول إلى الجزء الذي يعالج الألم. هذا يعني أننا نشعر بألم أقل.
2- الشعور بالمتعة: بالإضافة إلى تسكين الألم، فإن المواد الأفيونية تزيد من إفراز مواد كيميائية في الدماغ تسبب الشعور بالسعادة والراحة. هذا الشعور بالمتعة هو أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الناس إلى تعاطي هذه المواد.
والإدمان هو مرض عقلي أولي ومزمن ومتكرر يتميز بفرد يسعى بشكل مرضي إلى التعاطي القهري للمخدرات للحصول على الراحة والنشوة. وتشير التقديرات إلى أن 23٪ من مرضى إدمان الهيروين يصابون بإدمان المواد الأفيونية.
واقرأ أيضًا: هل تعرف أضرار إدمان الأفيون على الرئة؟ وأسرع 3 طرق لتبطيل المخدرات
عوامل إدمان الأفيون
وهناك عوامل مختلفة تزيد من خطر تعرض الفرد لسوء الاستخدام أو الإدمان أو الجرعة الزائدة أثناء تناول المواد الأفيونية. تشمل عوامل الخطر هذه:
جرعة الأفيون ومدة التعاطي:
كلما زادت جرعة الأفيون، زاد خطر إساءة الاستخدام والوفاة بسبب الجرعة الزائدة. فعندما يتم تعاطي 100 ملليجرام مكافئ من المورفين، فإنه يحمل أكثر من ضعف الخطر مقارنة بالجرعات المنخفضة. حتى الجرعات المنخفضة (مثل 20-50 ملليجرام من المورفين) تشكل خطرًا أيضًا.
ويرتبط الاستخدام المطول بخطر كبير للإدمان، حيث يحدث الاعتماد الجسدي والإدمان على المواد الأفيونية في غضون أيام قليلة.
إدمان الأفيون والجرعات الزائدة
يكون الأفراد الذين يعانون من حالات أو خصائص صحية معينة أكثر حساسية لتأثيرات المواد الأفيونية، مما قد يؤدي أيضًا إلى تناول جرعة زائدة. وتشمل هذه الحالات والخصائص:
كبار السن (65 عامًا فأكثر):
1- حالات الجهاز التنفسي (انقطاع النفس أثناء النوم، أو الربو، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن)
2- متلازمة الهزال (الضمور العضلي)
3- ضعف الطاقة أو القوة (المرضى الضعفاء)
– بعض الأفراد الذين يعانون من حالات أو خصائص صحية معينة معرضون لخطر أكبر من سوء الاستخدام وإدمان الأفيون، مما يؤدي إلى تناول جرعة زائدة. وتشمل هذه:
البالغين الأصغر سنًا (18-25 عامًا)
1- اضطرابات الصحة العقلية (الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة)
2- تاريخ تعاطي الكحول أو المواد المخدرة
نظرًا لأن المواد الأفيونية لها خصائص إدمانية عالية، فإنها تشكل خطرًا كبيرًا للإدمان والإفراط في الاستخدام.
واقرأ أيضًا: علاج إدمان الفنتانيل.. أهم الأضرار وأعراض الانسحاب وطرق التخلص من السموم
الأدوية الأفيونية المسببة للإدمان
طالما لم يتم وصف الأدوية الأفيونية لك من خلال الطبيب، فيجب تجنب بعض الأدوية عند تناول المواد الأفيونية بسبب زيادة خطر النعاس الشديد، أو انخفاض الوعي، أو مشاكل التنفس، أو الغيبوبة، أو الوفاة. وتشمل هذه الأدوية:
- البنزوديازيبينات (الألبرازولام، أو لورازيبام، أو ديازيبام).
- العوامل المهدئة / المنومة (زولبيديم أو إيزوبيكلون).
- مرخيات العضلات (كاريسوبرودول، أو كلورزوكسازون، أو ميثوكاربامول).
- مضادات الذهان (هالوبيريدول، أو كويتيابين، أو ريسبيردون).
- مثبطات الجهاز العصبي المركزي الأخرى (الكحول أو المخدرات).
وتتفاعل المواد الأفيونية مع أدوية أخرى مما يزيد من خطر تناول جرعة زائدة أو عدم انتظام ضربات القلب أو النوبات القلبية المفاجئة.
واقرأ أيضًا: تجربتي مع إدمان الأفيون والتعافي من إدمانه
علاج إدمان الأفيون
إدمان الأفيون هو حالة صحية مزمنة، وهو نمط إشكالي من تعاطي المواد الأفيونية (مثل الفنتانيل والهيروين والأوكسيكونتين) يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة.
لا يستطيع مريض إدمان الأفيون تقليل أو التوقف عن استخدام المواد الأفيونية، حتى عندما يريد ذلك أو عندما يتعارض استخدام المواد الأفيونية مع الحياة اليومية، لشدة أعراض الانسحاب. وعند البدء في العلاج يصف الطبيب مجموعة من أدوية علاج إدمان الأفيون لتخفيف أعراض الانسحاب المؤلمة.
أدوية علاج إدمان الأفيون:
تأتي أهمية أدوية علاج إدمان الأفيون في التالي:
1- تقليل احتمالية تناول جرعة زائدة مميتة.
2- دعم تقليل أو إيقاف تعاطي المواد الأفيونية.
3- تقليل الرغبة الشديدة في تعاطي المخدر.
4- حماية الصحة العامة، بما في ذلك تقليل خطر انتقال الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي سي وأمراض الدم الأخرى
واعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بعض أدوية علاج إدمان الأفيون والتي يجب تناولها وفق ارشادات الطبيب واحذر من استخدامها من تلقاء نفسك.. وهي كالتالي:
- بوبرينورفين: ويمكن تناوله عن طريق الفم أو عن طريق الحقن. والبوبرينورفين منشط جزئي للمواد الأفيونية، أي أنه ينشط مستقبلات المواد الأفيونية في الدماغ، ولكن بقوة أقل من منشطات المواد الأفيونية الكاملة مثل الفنتانيل أو الهيروين.
- الميثادون: يقلل الرغبة في التعاطي وعلاج اعراض الانسحاب.
- النالتريكسون: وهو يقلل الرغبة في التعاطي وعلاج أعراض انسحاب الأفيون بمشتقاته.
واقرأ أيضًا: النالتريكسون: أخطر 5 آثار جانبية لدواء علاج الإدمان نالتريكسون
العلاج النفسي:
يتم البدء في العلاج النفسي ضمن خطوات خطة علاج إدمان الأفيون، وذلك لعلاج الاضطرابات النفسية التي نتجت من التعاطي والإدمان، بجانب علاج الأسباب الأساسية التي أدت للإدمان.
الرعاية اللاحقة:
يجب أن يضم برنامج العلاج تقنيات الرعاية اللاحقة التي تضمن عدم الانتكاس وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمتعافي بعد خروجه من المصحة.
تواصل الآن مع مستشفى إشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان للتعرف على أحدث البرامج العلاجية الخاصة بعلاج إدمان الأفيون وعلاج اعراض الانسحاب في وقت سريع بدون انتكاس.
اترك تعليقاً