هل هناك علاقة بين إدمان الفتيات والإصابة بالتوحد؟، هذا ما كشفته دراسة طبية حديثة في مستشفى ماساتشوستس العام، أن واحدًا من كل خمس فتيات أو شباب يتلقون علاج ادمان الكحول أو علاج ادمان المخدرات، قد يكون لديهم سمات لم يتم تشخيصها سابقًا تتصف باضطراب طيف التوحد.
وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد، هم أكثر عرضة للإصابة بالإدمان بمعدل يتراوح بين ضعفين إلى ثلاثة أضعاف في مرحلة ما من حياتهم. ولم يتضح بعد الصلة الدقيقة بين اضطراب طيف التوحد والإدمان. ومع ذلك، تقترح الدراسات أنه قد تكون هناك علاقة بين منطقة الدماغ المصابة بالتوحد والمستقبلات العصبية في الدماغ التي تتأثر بتعاطي المخدرات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي بعض أعراض التوحد (مثل السلوكيات الوسواسية) إلى جعل المصابين بالتوحد أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات الادمانية السلوكية، وهو ربما يكون السبب في إدمان الفتيات والنساء.
لذا.. تابع السطور التالية من مستشفى إشراق للطب النفسي وعلاج الادمان، للتعرف على العلاقة بين إدمان الفتيات والإصابة بمرض التوحد.
هل هناك علاقة بين إدمان الفتيات والإصابة بمرض التوحد؟
ووجد الباحثون أنه من بين المرضى الذين يبلغ متوسط أعمارهم 18 عامًا ويتلقون العلاج في مراكز علاج الادمان، أظهر 20٪ منهم إصابتهم بالتوحد.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة بكلية الطب بجامعة هارفارد، إن الدراسة التي نُشرت نتائجها في المجلة الأمريكية للإدمان، هي الأولى التي تتناول انتشار السمات التوحدية التي لم يتم تشخيصها سابقًا بين المراهقين الذين يعانون من إدمان المخدرات وخاصة إدمان الفتيات.
وطلب الباحثون من آباء وأمهات 69 شابًا وفتاة يعانون من ادمان المخدرات ويخضعوا لعلاج الادمان في عيادة خارجية متخصصة في علاج الادمان، أن يقوموا بملء استمارة مخصصة لقياس الوعي الاجتماعي للفرد والإدراك الاجتماعي (الأفكار والتفاعلات مع الآخرين) والاتصال الاجتماعي والدافع الاجتماعي والاهتمامات المقيدة والسلوكيات المتكررة، لتحديد العلاقة بين إدمان الفتيات والاصابة بالتوحد.
ووجد الباحثون أنه على الرغم من وجود القليل من الاختلافات بين أولئك الذين لديهم درجات عالية من السمات التوحدية، وأولئك الذين لديهم درجات منخفضة غير توحدية من حيث العوامل الاجتماعية أو النفسية، إلا أن المراهقين الذين لديهم درجات أعلى في اضطرابات السلوك، كانوا أكثر عرضة بثمان مرات تقريبًا لادمان المنشطات، وخمس مرات أكثر عرضة لادمان المواد الأفيونية. أي أن فرص ادمان المخدرات لدى مرضى التوحد هي فرص عالية.وبالتالي فإن ادمان الفتيات قد يكون في الأساس بسبب اضطرابات سلوكية والاصابة بالتوحد. كما أن ادمان الفتيات والنساء للمخدرات، يعزلهم اجتماعيا وتكون لديهن اضطرابات سلوكية عديدة.
واقرأ أيضًا: علاج ادمان البنات والسيدات بكل سرية تامة وبدون الم في 5 خطوات
كيف يمكن فهم العلاقة بين التوحد وإدمان الفتيات والذكور؟
- يكون الأفراد المصابون باضطراب طيف التوحد أكثر عرضة للإصابة بمشكلة إدمانية بمعدل الضعف مقارنة بأقرانهم غير المصابين بالتوحد.
- يعاني ما يقرب من 7% من الأفراد الذين يسعون إلى علاج الادمان أيضًا، من تشخيص اضطراب طيف التوحد.
- وفقًا للتقديرات، يُحتمل أن يكون واحد من كل خمسة من المراهقين سواء فتيات أو ذكور من البالغين الذين يتلقون علاج الادمان، يعاني من أعراض اضطراب طيف التوحد غير مشخصة.
- كما كشفت أبحاث من جامعة كامبريدج أن ادمان الكحول والمخدرات أقل شيوعًا إلى حد ما بين الأفراد المصابين بالتوحد مقارنة بالأشخاص الغير مصابين بالتوحد. ومع ذلك، كان الأفراد المصابون بالتوحد أكثر عرضة للانخراط في تعاطي المخدرات بمقدار تسعة أضعاف تقريبًا من غير المصابين بالتوحد.
- ويكون البالغين المصابين بالتوحد أكثر عرضة بثلاث مرات لاستخدام أدوية لعلاج أعراض الاكتئاب والقلق، بدون وصفات طبية والتي تؤدي الى الادمان وتدهور الحالة النفسية.
واقرأ أيضًا: علاج ادمان البنات والسيدات بكل سرية تامة وبدون الم في 5 خطوات
إدمان الفتيات والتوحد: نتيجة الدراسة
ويؤكد الباحثون في دراستهم على أهمية تقييم المرضى في مراكز علاج ادمان المخدرات، بحثًا عن السمات التوحدية، عند الفتيات والشباب من الذكور. وذلك لإدراج برنامج علاج طيف التوحد ضمن خطة العلاج.
ويقوم الباحثون حاليًا بتطوير بروتوكول مجاني للعلاج السريري يمكن أن يساعد الأطباء على معالجة قضايا السمات التوحدية بشكل أفضل لدى المرضى الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات.
هل سيُصاب طفلي المصاب بالتوحد بالإدمان؟
وفقًا للإحصائيات، يكون الأفراد المصابون بالتوحد أكثر عرضة للإصابة باضطراب تعاطي المخدرات أو إدمان سلوكي في مرحلة ما من حياتهم. ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة أن طفلك سيواجه مشكلة الإدمان.
تُعد المحادثات حول الإدمان مع طفلك من أفضل الطرق للوقاية منه. سيساعد فهم طفلك لما يجعله عرضة للإدمان، بالإضافة إلى التأثيرات الضارة التي يمكن أن يتركها الإدمان عليه، بشكل كبير في الوقاية منه.
المصادر:
1- National Institutes of Health
2- مستشفى ماساتشوستس العام بأمريكا.
اترك تعليقاً