هل هناك علاقة بين التعرض للتحرش والإصابة بـ اضطراب ما بعد الصدمة؟، بكل تأكيد نعم، ويُعد التحرش من التجارب الصادمة التي تترك آثارًا نفسية وجسدية طويلة الأمد على الضحايا، ولعل أبرز مشكلة تظهر هو اضطراب نفسي مثل PTSD والذي يتفاوت تأثيره بناءً على عوامل مختلفة مثل شدة الحادثة، عمر الضحية، ومدى الدعم الذي يتلقاه الشخص بعد الحادث.
وفي رمضان هذا العام، أثار مسلسل “لام شمسية” قضية التحرش للأطفال وكيف يتأثر الضحية باضطراب نفسي، فما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يتم العلاج؟.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟
تأثير التحرش على الصحة النفسية
- اضطرابات القلق والتوتر: يشعر الضحايا بالخوف المستمر والقلق المفرط، مما يؤثر على جودة حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية.
- الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس: يعاني العديد من الضحايا من مشاعر الحزن العميق، والعزلة، وانخفاض تقدير الذات.
- اضطرابات النوم والكوابيس: قد يعاني الضحايا من الأرق أو النوم المتقطع، بالإضافة إلى كوابيس متكررة تتعلق بالتجربة الصادمة.
- مشاكل في العلاقات الاجتماعية: قد يؤدي التحرش إلى فقدان الثقة بالآخرين، مما يجعل الضحية تتجنب التفاعل الاجتماعي أو الدخول في علاقات جديدة.
واقرأ أيضًا: علاج الصدمة النفسية “التروما” عند النساء والفتيات
اضطراب ما بعد الصدمة الناتج عن التحرش
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) هو حالة نفسية تحدث بعد التعرض لحدث صادم، ويُعد التحرش من الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى ظهوره. وتشمل أعراضه:
- استرجاع التجربة الصادمة: من خلال ذكريات متكررة ومؤلمة أو كوابيس مرتبطة بالحادثة.
- تجنب المواقف المشابهة: قد يتجنب الضحية أماكن أو أشخاصًا يذكرونه بالتجربة.
- فرط الاستثارة العصبية: مثل الشعور الدائم بالتوتر، نوبات الغضب، أو صعوبة التركيز.
- مشاعر الذنب أو العار: قد يشعر الضحية بأنه مسؤول عن الحادثة، مما يزيد من سوء حالته النفسية.
هل يؤدي التحرش إلى الإدمان؟
يبحث بعض الضحايا عن طرق غير صحية للتعامل مع الألم النفسي، وقد يكون الإدمان أحد هذه الوسائل، سواء كان ذلك إدمان المخدرات، الكحول، أو حتى الإفراط في الأكل. الإدمان هنا يُستخدم كآلية هروب من المشاعر السلبية لكنه يؤدي إلى مشاكل صحية واجتماعية خطيرة.
طرق علاج اضطراب ما بعد الصدمة
يتم علاج اضطراب ما بعد الصدمة وفقًا للتالي:
العلاج السلوكي المعرفي
يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أحد أنواع العلاج النفسي الفعّالة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). يشمل هذا النوع من العلاج عدة أساليب مثل العلاج المعرفي المُعالج للصدمات، العلاج بالتعرض المطوّل، وعلاج تحصين التوتر، والتي تُستخدم لمساعدة المرضى على التعامل مع أعراض الصدمة النفسية.
واقرأ أيضًا: افضل مصحة نفسية.. 6 طرق للعلاج السلوكي الجدلي فى العلاج النفسي
العلاج المعرفي المُعالج للصدمات (CPT)
هو علاج سلوكي معرفي قائم على الأدلة، مصمم خصيصًا لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة والأعراض المصاحبة له. يركز هذا العلاج على تغيير المشاعر السلبية المؤلمة مثل الشعور بالذنب والخجل، بالإضافة إلى تعديل المعتقدات السلبية التي تتشكل نتيجة الصدمة، مثل: “لقد فشلت” أو “العالم مكان خطير”. يساعد المعالج المرضى في مواجهة الذكريات والمشاعر المزعجة بطريقة آمنة.
العلاج بالتعرض المطوّل (PE)
يعتمد هذا الأسلوب العلاجي على تعريض المريض بشكل متكرر ومُفصل للذكريات المرتبطة بالصدمة أو المواقف التي تُحفز الأعراض، وذلك في بيئة آمنة وتحت إشراف متخصص. الهدف هو مساعدة المريض على استعادة السيطرة على مشاعره وتقليل القلق المرتبط بالصدمة. تُستخدم تقنيات مثل الواقع الافتراضي لمساعدة المحاربين القدامى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة في إعادة تجربة ساحة المعركة بطريقة علاجية مُسيطر عليها.
العلاج السلوكي المعرفي المُركز على الصدمة (TF-CBT)
هو نموذج علاجي قائم على الأدلة، مصمم خصيصًا للأطفال والمراهقين الذين تعرضوا للصدمات. يجمع هذا العلاج بين تقنيات معرفية وسلوكية مع مراعاة العوامل الأسرية والإنسانية، لمساعدة الأطفال في التغلب على آثار الصدمة النفسية.
إزالة الحساسية وإعادة المعالجة بحركات العين (EMDR)
هو نوع من العلاج النفسي المركّز على الصدمات، يتم تقديمه عادةً خلال فترة تمتد إلى حوالي ثلاثة أشهر. يهدف هذا العلاج إلى إعادة معالجة الذكريات المؤلمة بحيث تصبح أقل تأثيرًا على المريض. يتضمن العلاج توجيه المريض من خلال أسئلة متعلقة بالذاكرة الصادمة، بينما يقوم بتتبع حركات سريعة للعين، مشابهة لحركات العين أثناء النوم في مرحلة حركة العين السريعة (REM). مع تكرار الجلسات، تبدأ الذكريات بالتغيير وتُصبح أقل إزعاجًا وتأثيرًا سلبيًا.
العلاج الجماعي والعلاج الأسري
يساعد العلاج الجماعي الناجين من أحداث صادمة متشابهة على مشاركة تجاربهم وردود أفعالهم في بيئة داعمة وخالية من الأحكام. من خلال هذا النوع من العلاج، يدرك الأفراد أن مشاعرهم وردود أفعالهم طبيعية، وأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعاناة. أما العلاج الأسري، فيُعد مفيدًا أيضًا لأن اضطراب ما بعد الصدمة لا يؤثر فقط على الشخص المصاب، بل يمتد تأثيره إلى أفراد الأسرة، مما يستدعي تقديم الدعم لهم أيضًا.
العلاج الدوائي:
في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب أو مضادات القلق لمساعدة الضحية على التعامل مع الأعراض النفسية.
اتصل برقم 01003222228 أو 01003222229 ، لمعرفة المزيد عن برامج علاج اضطراب ما بعد الصدمة و العلاج النفسي، في مستشفى إشراق للطب النفسى وعلاج الادمان، افضل مصحة نفسية في مصر والسعودية، سنجد البرنامج المناسب لك.. وسنوجهك لأفضل الطرق المناسبة لحالتك.
اترك تعليقاً