تجربتي مع إدمان الكحول وكيف تعافيت منه

تجربتي مع إدمان الكحول: سأحكي لكم في هذا المقال عن تجربتي مع إدمان الكحول وكيف أثر إدمان الكحول على حياتي وكيف تُبت إلى الله وتعالجت من هذا الإدمان. كُنت في بداية الأمر أعتقد أن شرب الخمر ليس حرمًا كون أن القليل من الخمر من المُمكن ألا يفقد الشخص عقله إذا تناوله، ولكن بالطبع هذا أمر خاطئ قد ندمت عليه بعد ذلك، وإثر هذا الاعتقاد قد بدأت في شرب الخمر بمعاونة صديق من أصدقائي فبدأ الأمر بكأس من الخمر وكان كأس يجر كأسًا أخر.

المحتويات عرض

حتى وصل بنا الحال إلى الذهاب إلى أماكن السهر ولا نخرج منها إلا ونحن نتساقط على بعضنا البعض لا نملك القوة ولا التوازن العقلي، وحينها ذهب إلى المنزل مُستلقيًا على سريري أتقيء بين الحين والأخر جراء كمية الكحول الكبيرة التي تناولتها.. لم أتذكر شيء حتى استيقظت من نومي لأبدأ يومًا جديد مليء بالخمور والكحوليات! فكان عادة لنا أنا وشلة الأصدقاء أن نسهر سويًا ليلًا نتعاطى الخمر حتى الصباح.

كيف أثر إدمان الكحول على حياتي الدراسية؟

ولأني كُنت مُدمنًا للكحول بشكل كبير فقد كُنت في انفصال عن الواقع بشكل مُستمر لا أستطيع التركيز في أي شيء، وهذا ما جعلني أقصر تقصيرًا شديدًا في حياتي الدراسية وهذا بدوره جعلني أتراجع في مُستوى دراستي وكانت الفاجعة يوم رأيت نتيجتي… حينها عرفت أني لم أستطيع أن أنجح هذه السنة، وهذا بالطبع سبب لي انهيار تام، وبدأت أسأل نفسي كيف سأقوم بإخبار أسرتي بهذا الأمر وكيف سيكون رد فعلهم!.

تحسرت على حالي وقتها فإدماني لهذا المُخدر كان كفيل بتدمير حياتي، ولكني قررت أن أخبر أسرتي بأمر سقوطي في الجامعة.. حزن أهلي كثيرًا وكانوا في استياء شديد مما حدث، ولكن لم يكن ذلك مفاجأة لهم فهم يعرفون جيدًا السبب وكانوا دائمًا في مشاكل معي بسبب إدماني للكحول.

كيف أقلعت عن إدمان الكحول… نقطة التحول إلى حياتي الجديدة

وفي ظل اكتئابي الشديد كُنت أجاهد نفسي كُل يوم حتى أستطيع أن أتخلى عن هذا الخمر، ولكني كُنت تارة أستطيع وتارة أخرى لا أستطيع، وظللت على هذا الحال مدة ثلاثة أشهر وكُنت قد أخبرت أسرتي أني سأقلع عن هذا الوباء ولكني كما ذكرت كُنت تارة أبتعد وتارة أعود، ولكني قد قررت أن أنهي هذا الأمر بشكل قاطع ففكرت في الذهاب إلى مصحة علاج إدمان حتي أستطيع أن أتخلص من هذا الأمر وأعود إلى حياتي الطبيعية مرة أخرى.

رحلتي إلى التعافي من إدمان الكحول

قررت أن أذهب إلى مصحة العلاج ولكن ليس بإقامة كاملة حتى لا يشعر أهلي بهذا الأمر ومن هنا بدأت تجربتي مع علاج إدمان الكحول، وكُنت قد قررت أيضًا أن أذهب لعمل مؤقت حتى أستطيع أن أدفع مصاريف العلاج، وبالفعل بدأت بالذهاب إلى مركز العلاج وقد استقبلني بعض الأطباء وأخبروني بأني لابد وأن يتم فحصي جيدًا من خلال عمل بعض التحاليل المُختلفة حتى يتمكنوا من وضع برنامج علاجي مُناسب لحالتي وقد أخذت هذه التحاليل قرابة النصف يوم حتى تنتهي.

ومن ثم بدأ الفريق الطبي المُختص بدراسة كافة التحاليل التي قُمت بعملها ومن ثم قد أخبروني أنه سيتم تصميم برنامج علاجي خلال يومين ليبدأ علاجي، ولكن واجهتني مُشكلة كبيرة في بداية العلاج ألا وهي المرحلة الإنسحابية فقد كان لابد أن أستمر بضعة أيام في مركز العلاج حتى أستطيع أن أتخطى تلك المرحلة، وبالفعل افتعلت موضوع ما أمام أسرتي حتى أستطيع أن أغيب تلك المُدة، ومن ثم بدأت بالعلاج فعليًا، وأثناء تلك المرحلة الإنسحابية كُنت أعاني من العديد من الأعراض المُختلفة مثل الصداع والتعرف والحزن، وهذا بالطبع نتيجة منعي من تناول الكحوليات تمامًا.

وبعد أن تخطيت مرحلة الانسحاب سمح لي الفريق الطبي أن أتابع العلاج بشكل جزئي (لأن حالتي كانت تسمح بذلك) وليست إقامة كاملة، وخلال تلك المُدة كان يتم تأهيلي نفسيًا وسلوكيًا بالتوازي مع العلاج الدوائي… لقد استمر علاج إدمان الكحول حوالي ثلاثة أشهر مررت حينها بالعديد من مراحل العلاج المُختلفة كما ذكرت مثل العلاج النفسي والذي قد أثر تأثير كبير على حياتي سواء في حياتي الدراسية أو علاقتي بأسرتي، والتي ازدادت ثقة بعد أن أصبحت أحقق الكثير من النجاحات في حياتي.

وهُنا وفي تلك النقطة قد وصلت إلى رحلة التعافي التام من إدمان الكحول، ولذلك أنصح كُل شخص يُفكر في هذا الوباء: لا تُلقي بنفسك إلى حافة الهاوية فقد دُمرت حياتي واستطعت استرجاعها… ولكن ماذا إن لم أكن أستطيع أن أسترجعها!؟