تجربتي مع إدمان الكيميكال: سأحكي لكم في هذا المقال تجربتي مع إدمان الكيميكال، حيث كُنت أنا الضحية حينها لمجموعة من حثالة المُجتمع، بدأت قصتي حين كُنت أعاني من اكتئاب شديد،
وحينها قررت أن أذهب إلى طبيب نفسي فهذا هو الطريق الأصح، ليبدأ الطبيب النفسي بنصيحتي بتناول أدوية مُهدئة مثل دواء فلوفوكسامين ( لوفوكس ). ظللت فترة أتناول هذا الدواء حتى أشعر بتحسن في حالتي النفسية، فكُنت أذهب على الصيدلية كُل فترة حتى أقتنيه.
إدمان الكيميكال .. كيف تناولت الكيميكال لأول مرة!؟
كما ذكرت لكم أنني كُنت أعتاد شراء الدواء المُهدئ كُل فترة، وفي مرة من المرات حين ذهبت إلى نفس الصيدلية، التي اعتاد شراء الدواء منها والتي هي بالقرب من منزلي. أخبرني الصيدلي أن الدواء قد نفذت كميته… حينها كُنت أحتاج إلى الدواء بشكل كبير. حيث كُنت في ذروة اكتئابي. وفي نفس اللحظة اقترح علي الصيدلي دواء بديل له.
فكرت كثيرًا حينها بأنه لابد وأن ألتزم بالدواء الذي كتبه لي الطبيب، ولكني كما أوضحت لكم كُنت في أمس الحاجة إلى هذا الدواء لذلك أخذته من الصيدلي وما إن ذهبت إلى المنزل ،حتى فتحت علبته وجربت أن أبحث عن اسم هذا الدواء على الانترنت، لكني وجدته دواء مجهول وغير موجود عنه أي شيء على الإنترنت!!… دخل القلق إلى عقلي وندمت أني تناولت هذا الدواء قبل البحث عنه جيدًا.
وحدثت المفاجأة الغير مُتوقعة!!
حين تناولت هذا الدواء بفترة قليلة للغاية، بدأت بالشعور بإحساس غريب، فقد كُنت أشعر بالسعادة المُفرطة وراحة البال والهدوء النفسي الكبير، حينها خُيل لي بالطبع أنه دواء مهدئ، وأنه أفضل بكثير من الدواء الأول.
ولكني حين ذهبت إلى طبيبي في مِعاد جلستي، وأظهرت له هذا الدواء أخبرني أن مثل تلك الأدوية هي نوع من أنواع المُخدرات، تُصنع كيميائيًا وتُسمى الكيميكال!.
حينها نهرني بشدة وأخبرني بالتخلص منه، وعدم تناوله مرة أخرى حتى لا أدمنه، وحين ذهبت إلى منزلي لم أستطع بتاتًا أن أنسى مدى شعوري، وراحتي النفسية حين تناولت هذا الدواء المجهول!.
ولذلك قررت ألا أتناوله ولكني لم أتخلص منه، وما إن مر أسبوع حتى حدث لي اضطرابات عديدة وتقلبات مزاجية شديدة. لم أفهم ماذا يحدث، ولكنه كان بسبب هذا المُخدر اللعين ” الكيميكال ” وهذا ما فهمته وعرفته بعد ذلك… في تلك اللحظة قررت أن أتناول هذا المُخدر للمرة الثانية، حتى أهدأ وبالفعل كان له مفعول السحر، وبالرغم من أني أعرف أن هذا مُخدر ويُسبب الإدمان، إلا أني استمريت على تناوله.
كيف كانت تجربتي مع إدمان الكيميكال؟
حين بدأت بتناول هذا المُخدر فإنني بدأت أيضًا بوضع قدمي في وحل إدمان المُخدرات، فلم أكن أتناول نوع واحد من أنواع الكيميكال. بل أنني تفننت ونوعت هذه المُخدرات حتى أشعر بلذة أكبر!!،
ولكن تلك اللذة، كانت هي المفتاح الصاعق بالنسبة لي بعد ذلك!، فقد عانيت فترة طويلة من أضرار الكيميكال. حيث أن الأمور انقلبت 180 درجة. فلا راحة إلا بوجود المُخدر. ناهيك عن الألم الجسدي والنفسي الذي كُنت أعاني منه باستمرار.
فقد أصبحت شخص، يُعاني من الاكتئاب، واضطرابات النوم والقلق المُستمر ،والإرهاق البدني والعقلي. حينها حياتي قد دُمرت كُليًا. وكدت أصل إلى الانتحار!… حينها جاهدت نفسي جهادًا كبيرًا، حتى أستطيع أن أعود مرة أخرى إلى حياتي. فذهبت إلى طبيبي النفسي، وأخبرته بكُل شيء حتى يُرشدني إلى الصواب وبالفعل كان هو المُنقذ لي حينها.
قراري الفاصل ورحلتي التعافي من إدمان الكيميكال!
بعد أن ذهبت إلى طبيبي النفسي، ليُرشدني كيف أعود إلى رُشدي. كُنت قد عزمت بشكل كامل أن أتعالج وأتعافى، من هذا الوباء الشديد، فنصحني الدكتور بأن أذهب إلى مصحة علاج إدمان، حتى يتم علاجي بشكل صحيح فلم أتردد في الذهاب.
كيف كانت تجربي مع إدمان الكيميكال وكيف تعافيت من إدمانه؟
اليوم الأول: حين ذهبت لتلقي العلاج طلب مني الطبيب المُعالج، أن أسرد له كيف أدمنت هذا المُخدر. وما الأسباب وراء ذلك، حينها حكيت له كافة التفاصيل من أول يوم إلى أخر يوم.
وبعد ذلك طلب مني الطبيب إجراء بعض الفحوصات الطبية حتى يستطيع الفريق الطبي المُعالج، وضع برنامج علاجي مُناسب لحالتي الصحية والنفسية.
مرحلة إنسحاب المُخدر: وقد بدأ بالفعل علاجي من علاج إدمان الكيميكال، بعزلي في غرفتي داخل مركز العلاج. حتى جاءت مرحلة إنسحاب المُخدر، وتُسمى تلك المرحلة بالمرحلة الإنسحابية.
وهي المرحلة التي من المُفترض أن أتعاطى فيها مُخدر الكيميكال حتى يستطيع الجسم العمل بشكل طبيعي، ولكن بالطبع في تلك المرحلة من مراحل العلاج يتم منع أي شيء مُخدر عن المريض بشكل عام، وحين جاءتني تلك المرحلة كُنت في حالة صعبة للغاية فقد كُنت أعاني من التعرق والاكتئاب والرغبة الشديدة في المُخدر، كما كانت تُراودني بعض الأفكار الانتحارية، ولكن لم تستمر تلك المرحلة طويلًا.
رحلة علاجي النفسية: وبالتوازي مع العلاج الدوائي، بدأ برنامج علاجي النفسي، والذي يهدف بشكل أساسي إلى حل كافة الأزمات النفسية. التي كُنت أعاني منها. والتي سببت لي اكتئاب من قبل.
وكانت تلك المرحلة من أهم المراحل التي ساعدتني بشكل كبير، على تجاوز أي أمر سيء قد حدث لي من قبل. وهُنا وصلت إلى نقطة التعافي من الإدمان بشكل كامل، بعد علاج دام 6 أشهر كاملة!. وفي نهاية حديثي أقول لكُل مُدمن حياتك تستحق المُحاولة!.
اترك تعليقاً