مدة بقاء الكحول في الجسم والشعر والبول واللعاب والدم

تُعد المشروبات الكحولية مشكلة اجتماعية خطيرة في عالمنا العربي، حيث تتنافي مع الأخلاقيات العامة والقيم الأسرية، ولأن المشروبات الكحلية مُنتشرة بشكل كبير ومُقننة في أغلب دول العالم فإنها تفتح الطريق جليًا أمام المراهقين والشباب حتي يبدؤا في شربها ومن ثم إدمانها.

ما هو الكحول

يدخل الكحول في العديد من المشروبات الكحولية والتي تؤثر بشكل كبير على شاربها إذا تناول كمية كبيرة منها، وتُعتبر المُشكلة الأساسية في الكحول أو المشروبات الكحولية أنها مُقننة وموجودة بشكل واسع وقانوني في كافة بلدان العالم، مما قد يعرض العديد من الناس لإدمان المشروبات الكحولية. وفيما يلي سنتعرف على مدة بقاء الكحول في الجسم وما هي العوامل التي تؤثر على مدة بقاء الكحول في الجسم.

ما هي الكمية القياسية للكحول (stander amount)؟

تُعتبر الكمية القياسية للكحول هي الكمية التي يتم شربها في كافة أنواع المشروبات الكحولية وتُساوي نفس التأثير، فعلى سبيل المثال عندما يشرب شخص ما 360 ملي لتر من مشروب البيرة بنسبة 5 % كحول فإن ذلك يُعادل 270 ملي لتر من مشروب malt liquor وهو مشروب كحولي بنسبة كحول 7 %، ويُوضح الجدول التالي الكمية القياسية للعديد من أنواع المشروبات الكحولية، حيث أن ذلك معناه أنه عندما يتم ذكر 1 كمية قياسية من المشروبات الكحولية في التقارير الطبية أو التحاليل، فإن ذلك يعني أن هذا الشخص شرب 360 ملي لتر من البيرة بنسبة كحول 5 % أو شرب مشروب malt liquor بنسبة كحول 7 % وهكذا.

ويُساعد ذلك في تحديد مدة بقاء الكحول في الجسم، وكذلك المُساعدة في فهم التحاليل التي يتم عملها للكشف عن الكحول في الجسم.

ما هي العوامل التي تؤثر على مدة بقاء الكحول في الجسم؟

يتم استقلاب (عملية الأيض) الكحول بمعدل ثابت، ولكن قد يشعر بعض الناس بتأثيرات الكحول لفترة أطول من الوقت المُحدد في هذا المُعدل، ويرجع ذلك لأن تركيزات الكحول في الدم يمكن أن تختلف بين الناس لمجموعة متنوعة من الأسباب التالية:

وزن الجسم

يُعتبر الوزن عامل مُهم في مدة بقاء الكحول في الجسم، حيث نجد أن المرأة لديها انزيمات كسر للكحول أقل من الرجل وبالتالي فإن شربا نفس الكمية من الكحول فسيكون تركيز الكحول في الدم عند المرأة أكثر من الرجل، وفيما يلي سنعرض جداول كمثال للاختلاف بين الجنسين:

نسبة الكحول في دم إمرأة تزن 130 كيلو

كمية الكحول

نجد بالطبع أن المشروبات الكحولية مُختلفة بشكل كبير عن بعضها البعض، حيث نجد أن مشروب نسبة الكحل فيه 5 % ومشروب أخر 20، فبالتالي لن يكون لهم نفس التأثير، وهذا ما جعل المُتخصصين يضعوا وحدة تُعبر عن الكمية تكون مُتساوية في كُل أنواع المشروبات الكحولية ألا وهي الكمية القياسية والتي ذكرناها في بداية المقال. وبالنظر إلى الصورة التالية نجد أن كُل كمية من كُل نوع تُساوي الأخرى طبقًا للكمية القياسية الموحدة لكمية الكحول.

عامل العمر

كلما كبر الشخص  كلما كانت مدة بقاء  الكحول في الكبد أطول قبل أن ينتقل إلى مجرى الدم العام أو يتم دخوله في عملية الأيض مما يزيد من طول مدة التسمم وخطر تلف الكبد أيضًا. كما تنخفض كمية الماء في الجسم مع التقدم في العمر مما يساهم في زيادة مستوى تركيز الكحول في الدم. بالإضافة إلى ذلك فإن الشخص الأكبر سنًا أكثر عرضة لتناول الدواء وهذا يؤثر على الكبد أيضًا. كل هذه العوامل تعني أن الجسم يتخلص من الكحول بمعدل أبطأ.

الجنس البيولوجي

و بسبب العديد من الأسباب الفسيولوجية  يتم استقلاب الكحول من قبل النساء بشكل مختلف عن الرجال، حيث يبقى في جسم المرأة لفترة أطول من جسم الرجل، وهذا يرجع إلى حد كبير إلى أن النساء يمتلكون نسبة أعلى من الدهون في الجسم ونسبة أقل من ماء الجسم مقارنة بالرجال.

وهذا يعني أن جسم الرجل سيتخلص الكحول تلقائيًا أكثر من المرأة، حتى لو كان الشخصان بنفس الطول ويزنان نفس الوزن.

كما تؤثر مستويات الهرمونات أيضًا على قدرة الجسم على معالجة الكحول والتخلص منه، وستعاني النساء من مستويات تركيز الكحول في الدم أعلى في شرب الكحول مباشرة قبل فترة الحيض. وقد أظهرت العديد من  الدراسات أيضًا أن النساء لديهن نسبة أقل من انزيم هيدروجيناز الأسيتالديهيد، وهو الإنزيم المستخدم في استقلاب (عملية الأيض) الكحول في المعدة.

الطعام

تناول الطعام ونزوله في المعدة قبل الشرب يمكن أن يكون له تأثير قوي على معدل امتصاص الكحول ومن ثم مدة بقاء الكحول في الجسم، حيث يساعد الطعام على تخفيف تأثير الكحول وإبطاء إفراغ المعدة إلى الأمعاء الدقيقة، حيث يتم امتصاص الكحول بسرعة.

وقد تصل نسبة تركيز الكحول في الدم في ذروتها للشخص الذي لديه معدة فارغة إلى ثلاثة أضعاف مما قد يُوجد في شخص أكل طعام قبل أن يشرب ماء على سبيل المثال، حيث يمكن أن يساعد تناول وجبات منتظمة وتناول وجبات خفيفة أثناء الشرب في تحفيز نشاط الإنزيمات في الكبد وإبطاء معدل امتصاص الكحول.

حجم الجسم

يُعتبر حجم وتكوين جسم الشخص من العوامل التي يمكن أن تؤثر على سرعة معالجة الكحول، حيث لا تستطيع الأنسجة الدهنية منخفضة الماء امتصاص الكحول بقدر ما تستطيع أنسجة العضلات عالية الماء، مما يعني أن الأفراد الذين لديهم نسبة دهون أعلى في الجسم لديهم بشكل عام نسبة أعلى من  نسبة تركيز الكحول في الدم، وكذلك فإن الفرد الذي يمتلك دهون منخفضة في جسمه ولكنه قصير فسيكون لديه نسبة تركيز للكحول  أعلى من شخص أطول منه ويمتلك نفس نسبة العضلات.

الأدوية

يمكن أن تتفاعل بعض الأدوية مع الكحول وتؤثر بشكل كبير على عملية التمثيل الغذائي، مما يؤثر على قدرة الجسم على معالجة الكحول والتخلص منه، حيث تبطئ بعض الأدوية إفراغ المعدة من الأمعاء الدقيقة والكبد، مما يتسبب في امتصاص الكحول بسرعة. وينتج عن ذلك ارتفاع مستويات تركيز الكحول في الدم حيث يُصبح التسمم الذي يؤثر على الجسم أكبر من الحالة الطبيعية. وفيما يلي سنعرض بعض الأدوية التي تتفاعل مع الكحول:

• الأدوية المضادة للقلق مثل زاناكس
• أدوية ADHD مثل Adderall
• أدوية السعال والبرد
• أدوية السكري مثل الكلوربروباميد

الأسئلة الشائعة حول مدة بقاء الكحول في الجسم

هل يؤثر إدمان الكحول على العلاقة الجنسية؟

أثبتت العديد من الأبحاث العلمية أن تعاطي الكحول قد يؤثر بشكل سلبي على العلاقة الجنسية، وهذا ما يعتقد عكسه العديد من الناس، حيث يعتقد العديد من الرجال أن الكحول تزيد من القدرة الجنسية، ولكن هذا أثبتت العديد من الدراسات عدم صحته.

كيف يؤثر إدمان الكحول على العمل؟

يتمثل تأثير إدمان الكحول في الغياب عن الواقع واللامبالاة بالأمور من حولك، وهذا بدوره يُحدث العديد من المشاكل في العمل حيث لا يستطيع الشخص المخمور أن يُركز أو يعمل بشكل صحيح، وهذا ما يترتب عليه الرفد من العمل.

ما هي أسعار وتكلفة علاج إدمان الكحول؟

تختلف أسعار وتكلفة علاج الإدمان بشكل عام من حالة إلى أخرى، ويرجع ذلك لحالة المريض النفسية والصحية.

ما هي مدة علاج إدمان الكحول؟

تُعتبر المدة الرئيسية لعلاج الإدمان من 3 إلى 6 أشهر، ولكن قد تزيد تلك المدة أو تقل على حسب حالة المريض.

المراجع

How Long Does Alcohol Stay in Your System (Blood, Urine and Saliva)?

How Long Does Alcohol Stay in Your Body?