يُعتبر مُخدر الكوكايين أحد المواد المُخدرة التي يتم استخراجها طبيعيًا من نباتات الكوكا، حيث يتم زراعة تلك النباتات في أمريكا الجنوبية، ويُعتبر أول من عزل مادة الكوكايين من النبات هو ألفريد نيمان حيث فعل ذلك في عام 1880، وقد تم استخدامه حينها في بعض العمليات الجراحية كمُخدر موضعي مثل جراحات العيون على سبيل المثال.

أما عن التركيب الكيميائي لمادة الكوكايين فيتركب بشكل أساسي من 17 ذرة كربون وكذلك 21 ذرة هيدروجين وذرة نيتروجين و4 ذرات أوكسجين، وتصل درجة انصهار هذه المادة إلى 98 درجة مئوية، كما تصل نقطة الغليان إلى 187 درجة مئوية.

الكوكايين على الرغم من خطورته التي تجلت على مستخدميه جسدياً ونفسياً، والتي تصل إلى حد إزهاق الأرواح، إلا أنه لازال متصدراً المشهد في عالم الإدمان، ليكون بذلك المخدر الأكثر انتشاراً على مستوى كافة المجتمعات.

انه ليس بالمخدر الحديث، ففي خضم المقال سنتعرف على تاريخ ذلك المخدر القاتل منذ بدء استخدامه، وما هو مصدره، وهل له فوائد؟، وما هي الأضرار التي تقع على المتعاطي، والحقيقة أن الحديث عن مادة مخدرة في خطورة هذا المخدر يحتاج إلى فرد صفحات، ومع ذلك سنقدم كل ما يخص الكوكايين، وما يحتاج القارئ عنه من معلومات.

قد يدور في خاطرك..

ما هو الكوكايين؟

مُخدر يُستخرج من نبات الكوكا.

كيف يُمكن علاج إدمان الكوكايين؟

من خلال الذهاب إلى مُستشفى لعلاج الإدمان وبدأ العلاج.

هل يُمكن علاج إدمان الكوكايين في المنزل؟

لا ننصح بهذا الأمر نظرًا لعدم توفر العديد من الإمكانيات المطلوبة في المنزل.

ما هي أفضل مُستشفى لعلاج إدمان الكوكايين؟

تُعتبر مُستشفى إشراق أفضل مُستشفى لعلاج إدمان الكوكايين نظرًا لاتفاع نسبة الشفاء.

ما هو الكوكايين؟

يصنف الكوكايين من قبل المتخصصين في مجال المواد الكيميائية المخدرة، على أنه مخدر طبيعي، وذلك استناداً على أنه مستخلص من أوراق نبتة طبيعية والمطلق عليها نبتة “الكوكا”.

https://www.youtube.com/watch?v=AQ8pwd6eYm0

مراحل معرفة الإنسان به عبر التاريخ موغلة في القِدم كما سنتعرف عليها تفصيلياً فيما بعد، إلى أن انتهى الحال بتصنيفه من المهلوسات والمؤثرات العقلية شديدة الخطورة على الإنسان جسدياً ونفسياً، لتُجرم بذلك أي محاولة لزرع مصدره، أو الإتجار به أو ترويجه، أو حتى استخدامه طبياً إلا تحت ظروف قصوى.

ويعتبر الكوكايين من أكثر المواد التنشيطية للجهاز العصبي المركزي، إذ يحفز زيادة نسبة هرمون معين في الجسم، لخلق حالة من النشاط والقدرة على التحمل، كما يحول الحالة النفسية إلى الاعتدال المزاجي، والشعور بالبهجة.

هذا يكون فقط في الساعات الأولى بعد تعاطيه، لتتحول إلى تلك لحالة إلى أعراض نفسية وجسدية خطيرة تؤثر بالسلب على كافة أعضاء الجسم، وفيما بعد سنتعرف على ما يفعله هذا المخدر تحديداً داخل الجسم.

ما هو تاريخ الكوكايين؟

قد يظن البعض أن تاريخ الكوكايين يبدأ من سنوات قليلة مضت، ولكن له تاريخ طويل مع مستخدميه، إذ تم استخدام أوراق نبات الكوكا والذي يحتوي على هذه المادة المخدرة منذ خمسة آلاف عام ونيف، وذلك تم عند دولة البيرو، وبوليفيا.

تم إستخدامه هناك للحصول على درجات تركيز عالية بجانب الحصول على النشاط وقوة التحمل والتي تساعدهم على ظروفهم المعيشية والبيئية، كما جعلوه أيضاً معيناً على زيادة القدرات الجنسية لديهم.

وفي العام (1880) تمكن أحد العلماء من استخلاص وفصل مادة الكوكايين عن نبتة الكوكا، وعند إجراء تحليل لها، تأكد أن تلك المادة تتمكن من وقف النزيف بتضييق الأوعية الدموية في الجسم، وتم اعتماد تلك المادة كمخدر موضعي خاصة في علميات جراحية تخص العين أو الأنف.

بعد ذلك تم التوسع قليلاً في استخدام مادة هذا المخدر لتستعمل كمخدر أثناء القيام بعمليات جراحية متنوعة، والجدير بالذكر أيضاً أن علماء النفس استخدموه لتطبيب المرضى النفسيين خاصة منهم مرضى الاكتئاب، وذلك كان عن طريق اعتماده كدواء من قبل العالم النفسي الشهير “فرويد”.

ليتم بعدها تداول اسم الكوكايين على الألسنة، وتقوم شركة “كوكا كولا” بخلق أوراق نبتة الكوكا في مشروبها الغازي وتوزيعه على أساس أنها مادة منبهة تنشيطية، لذا نلاحظ أن اسم المنتج قد أخذ اسم النبتة الأصلية.

مع مرور وقت ليس بالكثير تبينت أخطار تلك الأوراق المحتوية على مخدر الكوكايين ليتم في عام (1906)، منع استخدامها أو تداولها، أو الإتجار بها كونها أدرجت تحت بند المخدرات شديدة الخطورة، ولا يتم السماح باستخدامها حتى طبياً إلا في أضيق مساحة.

ما هو تركيب الكوكايين؟

الكوكايين في تركيبه يحتوي على عدة مواد إلا أن المادة الفعالة فيه هي مادة “الهيدروكلوريد كوكايين”، تلك المادة تؤثر بشكل مباشر وتشكل ضغطاً سلبياً خطيراً على الجهاز العصبي المركزي، بحيث تصبح منبهة له في أول الأمر، وسرعان ما تتحول إلى مادة تقوم على إتلاف الخلايا العصبية، وتعطيل عمل إشارات الشبكة العصبية المرسلة إلا المخ.

إلا أن السبب الرئيسي في تأثيره السلبي هو قدرته على تحفيز المخ وغدده على إفراز مادة “الدوبامين”، وبنسب عالية تفوق احتمال الجسم لها، وهذا تحديداً ما يسبب إدمان هذه المادة المخدرة، حيث أن الجسم يعتاد على تلك النسبة المهلكة له، ويطالب دائماً بوجدها، وإلا ظهر عدم الاتزان جسدياً ونفسياً حتى يأخذ الجسم جرعته، وبعد حالة من السكون التي لا تقدر إلا بسويعات، يعود الانهيار التام للمتعاطي مرة أخرى، ولا يخرج من تلك الدائرة إلا بالموت أو المضي على طريق العلاج بالطرق الطبية كما حددها المتخصصون.

الجدير بالذكر أن طرق تعاطي الكوكايين نفسها تشكل خطورة بالغة، إذ يتم استخدام الحقن في الوريد لتمرير المخدر إلى الدم، وتلك الحقن تكون سبباً مباشراً في إصابة المتعاطي بأمراض غاية في الخطورة كالفيروس الكبدي الوبائي والإيدز.

آثار الكوكايين المدمرة على جسم المتعاطي

بداية من الجهاز العصبي وشبكته المنتشرة على جميع أجزاء الجسم، يبدأ الكوكايين أفعاله، ليبدأ التلف بجميع أعضاء الجسم، وتعطيل وظائفها الحيوية كما مبين فيما يلي:

  1. التلف الواضح على الجهاز الهضمي إذ يفقد المتعاطي شهيته تماماً ويصيبه الضعف، حتى أنه لا يتمكن حتى من القيام بأي مجهود بدني وذلك يرجع إلى حدوث (التهاب على جدار المعدة تدور فيما بعد إلى ثقوب، تلبك معوي حاد، إصابة المستقيم بالارتخاء مما يسبب الإسهال، ثم حدوث انقباض لعضلة الشرج حينها لا يتمكن المدمن من الإخراج، ويعاني ألماً حاداً في منطقة البطن).
  2. الضغط على مراكز معينة من الدماغ خاصة مراكز القيء مما يسبب الإحساس الدائم بالغثيان والرغبة المستمرة في القيء ناهيك عن ضمور خلايا المخ بشكل مستمر.
  3. ضمور خلايا المخ والذي ستتسبب في الأخير بانحدار كافة القدرات العقلية لدى المدمن، منها صعوبة التركيز، عدم القدرة على التذكر، انحدار إدراكي، تشتت ذهني، انعدام التمييز.
  4. الخطورة القصوى والتي تلازم المدمن باستمرار هو تلف الجهاز التنفسي، خاصة بسبب حدوث جروح ونزيف في الرئة مما يسبب صعوبات في التنفس ونوبات اختناق شديدة.
  5. الجهاز الدوري أيضاً لا يسلم، لنجد مدمن الكوكايين يعاني من بطء شديد في النبضات القلبية، مع انخفاض في الضغط الدموي، وذلك بسبب ضيق الأوعية، ثم الارتفاع في سرعة ضربات القلب، وقياس الضغط، ما يؤدي إلى الدخول في غيبوبة قد تكون مميتة.
  6. الجهاز الحركي أيضاً يذهب إلى حالة الشلل الرعاش، بداية ثقل في تحريك الأطراف، ورعشة وتنميل بهما، عدم اتساق حركي، وفي الأخير كما ذكرنا الإصابة بالشلل.
  7. مريض الإدمان يكون دائماً تحت تأثير الهلاوس السمعية والبصرية مما يصيبه بأمراض نفسية خطيرة منها الوسواس القهري والشك والارتياب ويدفعه هذا إلى استخدام العنف والعدوانية قد يصل إلى الإيذاء البدني بالغ العنف.
  8. يعاني مدمن الكوكايين من صعوبات في النطق، لذا يفضل العزلة والانطواء بسبب عدم تمكنه من التواصل، ليصاب في الأخير بالاكتئاب الحاد مع زيادة مستويات القلق والتوتر.
  9. الإصابة الأكيدة بالعجز الجنسي نتيجة تضرر المسالك البولية و إصابتها بالتهابات حادة.

كيف تعرف مُدمن الكوكايين؟.. “أعراض تعاطي الكوكايين”

أعراض تعاطي الكوكايين

تتشابه أعراض تناول المواد المُخدرة بشكل كبير سواء كانت الأعراض النفسية أو الجسدية، ولكن كُل مُخدر يتميز بأعراض خاصة به قد تكون بارزه أكثر من أي مُخدر أخر، وفيما يلي سنتعرف بشكل أكثر تفصيلًا على أعراض تعاطي الكوكايين سواء الأعراض النفسية أو الأعراض الجسدية.

  • يُعاني المُتعاطي من التعرض المُتعاطي إلى فقدان الشهية.
  • حدوث زيادة في معدل ضربات القلب وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم
  • حدوث تقلص في الأوعية الدموية.
  • يُعاني المُتعاطي من حدوث اضطراب في معدل التنفس
  • اتساع في حدقة العين
  • قد يجد المُتعاطي للكوكايين صعوبة في النوم، حيث يُعاني من اضطرابات في النوم.
  • حدوث غثيان
  • فرط الحركة
  • يُصبح مُتعاطي الكوكايين لديه سلوك عدواني بعض الشيء.
  • الهلوسة السمعية والبصرية.
  • هلوسة لمسية تخلق وهم أن هُناك حشرات تختبئ تحت الجلد مما قد تُشعر المُتعاطي بالأرق طوال الوقت.
  • النشوة والسعادة المؤقتة.
  • القلق والبارانويا.
  • الدخول في حالة من الاكتئاب.
  • الرغبة الشديدة في تناول الكوكايين، وذلك وقت غياب المُخدر.
  • الذعر والذهان.

أعراض إنسحاب الكوكايين

أعراض إنسحاب الكوكايين

  • الدخول في حالة من حالة من الاكتئاب

يُعاني مريض الإدمان أثناء تلك المرحلة من الدخول في حالة من الاكتئاب بسبب حدوث العديد من الاضطرابات المزاجية.

  • سلوك عدواني

وذلك يحدث عندما يغيب المُخدر عن المُدمن لوقت طويل، وهذا ما يحدث أثناء المرحلة الإنسحابية

  • جنون العظمة

قد يُصاب المُدمن أثناء تلك المرحلة بجنون العظمة.

  • مشاكل في الذاكرة

وقد يُعاني أيضًا مريض الإدمان في تلك المرحلة من ضعف في الذاكرة، ويرجع ذلك إلى التشتت النفسي والجسدي الذي يواجه أثناء فترة الانسحاب.

  • صعوبة في التركيز

وقد يجد أيضًا المُتعاطي صعوبة في التركيز حيث يكون كُل همه أن يحصل على جرعته من المُخدر مرة أخرى حتى يرتاح ويشعر بالسعادة مرة أخرى.

  • مشاكل في النوم

يواجه مُتعاطي الكوكايين مشاكل في نومه، حيث يكون لديه رغبة كبيرة في النوم باستمرار.

  • ارتعاش الأطراف

يواجه مُتعاطي الكوكايين أيضًا حدوث ارتعاش في أطرافه أثناء مرحلة انسحاب المُخدر.

  • ألم في المفاصل والعضلات

قد يواجه مريض إدمان الكوكايين ألم في مفاصله وعضلاته نتيجة انسحاب المُخدر من جسمه.

  • ضيق التنفس

قد يجد المريض أيضًا مشاكل في عملية التنفس.

كيف يمكن علاج إدمان الكوكايين؟

يتم علاج الإدمان من الكوكايين ونظراً لشدة تأثيره على المتعاطي، والخطورة التي تتركها سمومه في مراكز خاصة علاج الادمان، حيث يتم العلاج على 4 مراحل وهي:

مرحلة سحب السموم من الجسم

يتم فيها سحب الكوكايين من جسم المريض، ومعالجة الأعراض الإنسحابية لمريض إدمان الكوكايين.

مرحلة العلاج النفسي

فيها يتم علاج مريض الإدمان نفسياً من الأضرار التي وقعت عليه نتيجة إدمان الكوكايين، ومعالجة الآثار التي تركها داخل مريض الإدمان.

مرحلة التأهيل السلوكي والتقويم الفكري

فيها يتم تأهيل مريض الإدمان نفسياً وسلوكياً للتعامل مع الأسباب التي تؤدي إلى إدمان المخدرات، وكيفية التعامل معها وتجنب الرغبة في تعاطي المخدرات.

مرحلة المتابعة بعد العلاج

وفي هذه المرحلة يتم متابعة المريض بعد الخروج من مصحة علاج الإدمان، والتأكيد على أنه يسير في الطريق الصحيح حتى لا يقع في الإنتكاس مرة أخرى ويعود لتعاطي المخدرات.