علاج إدمان القات من البرامج العلاجية التي شهدت طفرة علاجية في التقنيات العلاجية التي تستهدف تنظيف الجسم من سموم القات، وعلاج أعراض الانسحاب، بجانب علاج الأعراض النفسية التي نتجت عن هذا المخدر المخادع الذي يظن الكثير أنه لا يسبب الإدمان، وأن لا توجد له أضرار وهذا بالطبع غير صحيح.
ما هو إدمان القات؟
إدمان القات هو نفس إدمان المواد المخدرة الأخرى، يحدث نتيجة للتعاطي المفرط لمخدر القات الذي يحتوي على مركبات تؤثر على الجهاز العصبي، مثل الكاثين والكاثينون، وهي مركبات تؤدي إلى تحفيز الجهاز العصبي المركزي مما يجعل المخ يعتمد على وجود المادة في الجسم.
ويُعتبر تدخين القات من العادات الشائعة في بعض الدول العربية مثل اليمن وعدد من الدول الأفريقية، لكن مع الاستخدام المستمر والمفرط، يتحول إلى إدمان يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية.
إحصائيات لتعاطي القات في أنحاء العالم
يُستخدم القات منذ عقود كمنشط اجتماعي، حيث يقارنه بعض مستخدميه بالقهوة. في إثيوبيا، يحل القات محل الكحول. كما يُستخدم للحصول على طاقة إضافية، والبقاء مستيقظًا أثناء العمل، والشعور بالنشوة. يدافع مستخدمو القات في شرق إفريقيا و شبه الجزيرة العربية عن هذه النبتة، معتبرين أنها جزء من تقاليدهم. ويُعد القات من المحاصيل التجارية المربحة في اليمن و الصومال، مما يعزز الاقتصاد المحلي.
يقدّر أن حوالي 10 مليون شخص حول العالم يمضغون القات، وتعد مدينة أواداي في إثيوبيا موطنًا لأكبر سوق للقات في العالم، حيث يُقدّر أن أكثر من 80 مليون دولار تُتداول في ليلة واحدة فقط، وفقًا لما ذكرته DW Akademie .
على الرغم من أن عادة تناول القات قديمة، فإن ذلك لا يعني أن استخدامها خالٍ من العواقب، حيث يعاني مدمني القات من قائمة طويلة من الأمراض، وقد لا يدركون أن هذه النبتة تحمل العديد من المخاطر على العقل و الجسم. في السنوات الأخيرة، أصبح القات يظهر بشكل متزايد في الثقافة الأمريكية، مما دفع المسؤولين إلى حظر استخدامه. ومع ذلك، لم تتمكن القوانين من إيقاف بعض الأشخاص المدمنين على القات عن استخدامه ونشره.
أضرار إدمان القات
الإفراط المزمن في تعاطي القات يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية وتغيرات سلوكية. يمكن أن تسبب الجرعات العالية من القات، بالإضافة إلى قلة النوم، الهلوسات الجنونية أو الوهمية، والعنف، والفصام. قد تحدث أيضًا الهلوسات نتيجة لتراكم الدوبامين بكميات كبيرة في الدماغ. الآثار طويلة الأمد قد تكون مهددة للحياة وتشمل فقدان الشهية، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات المعدة، وتلف الكبد، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والنوبات القلبية، وسرطان الفم.
يؤثر مضغ القات بشكل مدمر على صحة الفم؛ حيث يتم استهلاكه غالبًا مع التبغ والمشروبات السكرية لتخفيف الطعم المر للنبتة. يظهر مستخدمو القات آفات على الأسنان، وتصبغات شديدة للأسنان، وأحيانًا تراجع اللثة ونزيف اللثة.
واقرأ أيضًا: العلاقة بين إدمان القات وأمراض القلب وتدمير الجهاز العصبي، وأنجح 3 طرق للعلاج
علاج إدمان القات بالأعشاب:
هنالك العديد من المحاولات التي تم الترويج لها لعلاج إدمان القات بالأعشاب، حيث يعتقد البعض أن الأعشاب الطبيعية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض الانسحابية من القات. من بين الأعشاب التي يتم تناولها لمحاولة علاج إدمان القات:
شاي الزنجبيل:
- يُعتقد أن الزنجبيل يحتوي على خصائص مهدئة للجهاز العصبي، مما يساعد في تقليل القلق والتوتر المصاحبين للإدمان. ويساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل التورم والألم الناتج عن الإدمان.
الحلبة:
- تعتبر الحلبة من الأعشاب التي تساعد على تحسين الحالة النفسية والجسدية، ويُعتقد أن لها تأثيرًا في تقليل الرغبة في تعاطي القات. قد تساعد الحلبة أيضًا في تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب المرتبطة بالإدمان.
النعناع:
- يحتوي النعناع على خصائص مهدئة للجهاز العصبي، مما قد يساعد في تقليل الأعراض الانسحابية مثل الغثيان والصداع. كما يُعتقد أن النعناع يمكن أن يُحسن الهضم ويقلل من التوتر العصبي المرتبط بالتوقف عن تعاطي القات.
اللافندر:
- يعتبر اللافندر من الأعشاب التي تساعد في الاسترخاء وتهدئة الأعصاب، وهو مفيد بشكل خاص في حالات القلق والتوتر المرتبطة بالانسحاب. ويمكن استخدامه في شكل زيوت عطرية أو شاي لتهدئة الأعصاب.
على الرغم من الفوائد المحتملة لهذه الأعشاب في تخفيف الأعراض والحد من الرغبة في تعاطي القات، فإنها لا تشكل حلًا كافيًا لعلاج إدمان القات بشكل كامل.
هل علاج إدمان القات بالأعشاب فعال؟
لا يوجد دليل علمي قوي يُثبت أن علاج الإدمان بالأعشاب يمكن أن يكون فعالًا بشكل مستقل في علاج إدمان القات. علاج الإدمان هو عملية معقدة تتطلب تدخلًا مهنيًا متخصصًا، وغالبًا ما يتطلب علاجًا مكثفًا يشمل العلاج النفسي والدعم الاجتماعي.
أفضل طريقة لعلاج إدمان القات:
لا توجد طريقة فعالة لمعالجة إدمان القات باستخدام الأعشاب فقط. الطريقة الوحيدة المثبتة والفعالة هي من خلال الدخول في برنامج علاج متكامل داخل مصحة لعلاج الإدمان. تتضمن هذه البرامج:
التقييم الطبي الشامل:
- يشمل التقييم النفسي والطبي للمريض لتحديد درجة الإدمان، وأي اضطرابات نفسية مصاحبة مثل الاكتئاب أو القلق.
تنظيف الجسم من السموم:
- قد يتطلب الأمر استخدام بعض الأدوية لتخفيف أعراض الانسحاب وتقديم الدعم للمريض خلال مرحلة التوقف عن تعاطي القات.
العلاج النفسي:
- يتم استخدام برامج وتقنيات نفسية ضمن علاج إدمان القات، مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) التي تهدف إلى تغيير السلوكيات المدمرة وتقليل الرغبة في تعاطي القات.
أهمية علاج إدمان القات داخل مصحة علاج الإدمان:
يعتبر علاج إدمان القات داخل المصحة يتيح للمرضى الحصول على الرعاية الطبية المتكاملة التي تتضمن المتابعة المستمرة من قبل مختصين في علاج الإدمان. هذا النوع من العلاج هو الأسلوب الأكثر فعالية لتحقيق التعافي الكامل.
في الختام، على الرغم من أن بعض الأعشاب قد تُساعد في تخفيف الأعراض الناتجة عن إدمان القات، فإن العلاج الفعال يتطلب تدخلًا متخصصًا يشمل برامج العلاج في مصحة علاج إدمان. العلاج المتكامل هو السبيل الوحيد للتخلص من الإدمان بشكل دائم والعودة إلى حياة طبيعية خالية من المخدرات.
المصادر
اترك تعليقاً