الأمر لا يبدأ أبدًا بنية إدمان ليريكا lyrica. بل يبدأ بوصفة طبية لتخفيف ألم حقيقي، أو بحبة واحدة للشعور بالاسترخاء بعد يوم شاق. الكثيرون يستخدمون دواء ليريكا (بريجابالين) بأمان وفعالية تحت إشراف طبي. لكن، متى يعبر هذا الخط الرفيع بين الاستخدام المشروع و بداية إدمان ليريكا الخطير؟.
إن إدراك المشكلة في بدايتها هو أقوى خطوة نحو تجنب العواقب المدمرة للإدمان الكامل. لهذا السبب، قام خبراء مستشفى إشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان بتحديد 5 علامات تحذيرية دقيقة، قد لا تبدو خطيرة في البداية، لكنها تشير بوضوح إلى أن استخدامك للدواء بدأ يأخذ منحى يستدعي الانتباه الفوري.
1- الانشغال الذهني بالجرعة التالية (الهوس الدوائي)
لم يعد ليريكا في هذه المرحلة، مجرد علاج تتناوله في موعده ثم تنسى أمره. لقد بدأ يستحوذ على مساحة كبيرة من تفكيرك اليومي. هذا هو أول مؤشر على التعلق النفسي بحبوب ليريكا.
ما هي العلامات؟
- تجد نفسك تنظر إلى الساعة بشكل متكرر، منتظرًا موعد الجرعة القادمة.
- تخطط لأنشطتك الاجتماعية والعملية بناءً على قدرتك على تناول الدواء في وقته.
- تشعر بقلق وتوتر حقيقي إذا لاحظت أن شريط الدواء أوشك على الانتهاء، وتبدأ في التفكير فورًا في كيفية الحصول على المزيد.
هذا التحول يوضح أن العلاقة بينك وبين الدواء قد انعكست. فبدلاً من أن يكون الدواء أداة تخدمك، أصبحت أنت من يخدم الدواء ويهتم لأمره.
2- زيادة الجرعة “فقط هذه المرة” (بناء التحمّل)
الجرعة التي وصفها طبيبك لم تعد فعالة كما كانت. سواء كان ذلك لتخفيف الألم أو للشعور بالاسترخاء، تجد نفسك بحاجة إلى المزيد لتحقيق نفس التأثير.
ما هي العلامات؟
- تتناول حبة ونصف بدلاً من حبة واحدة، مبررًا لنفسك بأن “الألم شديد اليوم”.
- تبدأ في تقليل الفاصل الزمني بين الجرعات، متجاهلاً تعليمات الطبيب.
- قد تلجأ إلى شراء الدواء من مصادر غير شرعية لتعويض الجرعة التي لم تعد تكفيك.
هذه هي العلامة الشهيرة لتطور تحمل جرعة زائدة. جسمك ودماغك قد اعتادا على وجود ليريكا، وأصبحا يطلبان المزيد لتحقيق التأثير المنشود. هذه مرحلة فسيولوجية أساسية في الطريق نحو الإدمان الكامل.
3- استخدامه كمهدئ عاطفي وليس كعلاج
لقد تغير الغرض الأساسي من تناول الدواء. لم يعد الأمر مقتصرًا على علاج حالة طبية مثل آلام الأعصاب، بل أصبح أداتك الرئيسية للتعامل مع مشاعرك وتقلبات الحياة.
ما هي العلامات؟
- بمجرد أن تشعر بالتوتر أو القلق أو الغضب، يكون أول ما يخطر ببالك هو تناول حبة ليريكا.
- تستخدمه كوسيلة للهروب من المشاكل أو المسؤوليات اليومية.
- أصبح الدواء هو “الحل السريع” لمواجهة أي ضغط نفسي، بدلاً من تطوير آليات تأقلم صحية.
هنا في هذه المرحلة، أصبحت تبني اعتمادًا نفسيًا خطيرًا. لقد قمت بربط الشعور بالراحة والهدوء بالدواء، مما يجعل من الصعب للغاية تخيل مواجهة الحياة ومشاعرها بدونه.
واقرأ أيضًا: كيف تتتعامل مع مدمن يرفض العلاج؟
4- إخفاء حقيقة استخدامك (بداية العزلة والإنكار)
السرية هي ظل الإدمان. عندما تبدأ في إخفاء سلوكياتك المتعلقة بالدواء عن أقرب الناس إليك، فهذه علامة مؤكدة على أنك تدرك، ولو في اللاوعي، أن ما تفعله ليس صحيحًا.
ما هي العلامات؟
- تكذب بشأن عدد الحبات التي تتناولها عندما يسألك شريك حياتك أو أحد أفراد أسرتك.
- تزور عدة أطباء للحصول على وصفات طبية متعددة دون إعلامهم بالوصفات الأخرى.
- تتناول الدواء في السر أو تخفي العلب في أماكن غير متوقعة.
الخداع والإنكار هما آليات دفاعية لحماية السلوك الإدماني. هذه العزلة تمنعك من الحصول على المساعدة التي تحتاجها وتعمّق المشكلة أكثر.
5- الشعور بالانزعاج عند تأخر الجرعة (مؤشرات الانسحاب)
عندما يتأخر موعد جرعتك أو تحاول تخطيها، تبدأ في الشعور بأعراض جسدية ونفسية غير مريحة. هذه ليست مجرد “رغبة” في الدواء، بل هي إشارة من جسدك بأنه أصبح يعتمد عليه.
ما هي العلامات؟
- شعور مفاجئ بالقلق والتهيج لا مبرر له.
- بداية صداع أو شعور بالغثيان.
- صعوبة في النوم أو أرق عند محاولة النوم بدون الجرعة المعتادة.
- شعور عام بالضيق يختفي بعد دقائق من تناول حبوب ليريكا.
هذه هي بداية ظهور أعراض الانسحاب. جسدك لم يعد يريد ليريكا، بل أصبح يحتاجه ليعمل بشكل طبيعي. هذه هي العلامة الأكثر وضوحًا على أنك عبرت الخط نحو الاعتماد الجسدي.
رأيت بعض هذه العلامات في نفسي.. ماذا الآن؟
إذا وجدت أن بعضًا من هذه النقاط يصف حالتك، فخذ نفسًا عميقًا. إدراكك لهذه العلامات ليس مدعاة للخجل، بل هو خطوتك الأولى نحو استعادة السيطرة. التجاهل لن يجعل المشكلة تختفي، بل سيسمح لها بالنمو في الظلام.
الاعتراف بوجود هذه العلامات لا يعني بالضرورة أنك مدمن بالكامل، ولكنه يعني أنك في لحظة حاسمة يمكنك فيها تغيير مسار حياتك قبل فوات الأوان.
واقرأ أيضًا: الدليل الشامل لعلاج إدمان ليريكا
من التحذير إلى التعافي: كيف يمكن لمستشفى إشراق المساعدة
لا يجب أن تواجه هذه المخاوف وحدك. التحدث مع متخصص هو الطريقة الأكثر أمانًا وفعالية لتقييم وضعك بدقة والحصول على خطة علاج إدمان واضحة:
في مستشفى إشراق، نتعامل مع حالات الاعتماد على الأدوية الموصوفة بسرية تامة وباحترافية مطلقة. فريقنا الطبي المتخصص يمكنه مساعدتك على:
- تقييم دقيق: فهم مدى اعتمادك على الدواء وتحديد أفضل مسار علاجي.
- وضع خطة آمنة: سواء كانت لتقليل الجرعة تدريجيًا تحت إشراف طبي أو لبدء برنامج علاجي متكامل.
- تقديم الدعم النفسي: الطبيب النفسي سيساعدك على فهم الأسباب الجذرية التي دفعتك للاعتماد على الدواء.
واقرأ أيضًا: مصحة علاج الإدمان في مصر – دليلك الشامل للتعافي الآمن في إشراق
كلمة من إشراق..
العلامات الخمس ليست حكمًا نهائيًا، بل هي دعوة للاستيقاظ. كلما كان اكتشافك لهذه العلامات مبكرًا، كانت استعادتك للسيطرة على حياتك أسهل وأسرع.
إذا تعرفت على نفسك أو على شخص عزيز عليك في أي من هذه العلامات، فلا تتردد. اتصل بنا اليوم في مستشفى إشراق. مكالمة واحدة يمكن أن تكون بداية طريقك نحو الأمان والتعافي.
تمت مراجعة المقال طبيًا من فريق مصحة إشراق.
المصادر الطبية:







اترك تعليقاً