أسباب إدمان المخدرات ليست كما هو الشائع أنه انحراف سلوكي يستدعي الشعور بوصمة العار، وإنما الإدمان هو مرض مثل اي مرض آخر يحتاج للتشخيص والرعاية وعلاج يستهدف سبب لجوء الشخص لتعاطي المخدرات أو إدمان الكحول، على الرغم من الأضرار إلا أن مريض الإدمان لا يستطيع التوقف عن التعاطي.
ونحن في مستشفى إشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان، نتفهم جيدًا أن الإدمان هو مرض ودورنا يتمركز حول وضع بروتوكول علاجي يضمن علاج الإدمان بدون ألم في كل سرية مع ضمان عدم الانتكاس.. ونوضح لكم في هذا المقال أسباب إدمان المخدرات وكيف يمكن العلاج؟.
ما هي أسباب إدمان المخدرات؟
تتنوع أسباب إدمان المخدرات لعدة عوامل مختلفة جميعها تؤثر على سلوكيات الشخص وتجعله يتعاطى بصورة قهرية بجانب اعتماده على المخدر لإداء مهامه اليومية.. إليك أهم الأسباب:
1- خلل وظائف المخ وإدمان المخدرات
يعتبر تعاطي المخدرات إدمانًا حتى ولو من سبيل التجربة لمرة واحدة، لأنه يؤثر على وظائف المخ وكيفية عمله، حيث تعمل المواد المخدرة على النواقل العصبية في الدماغ وتؤثر أيضًا على نظام المكافأة في الدماغ. وتشرح ورقة بحثية نُشرت عام 2016 في مجلة لانسيت للطب النفسي، بالتفصيل تحليل علم الأعصاب لاستخدام المخدرات ولماذا يسبب الإدمان.
ويمكن الشرح بشكل مُبسط، أن تعاطي المخدرات يُنشط أنظمة المكافأة في الدماغ المسؤولة عن مشاعر المتعة ويطلق مواد كيميائية معينة مثل الدوبامين. ونتيجة لذلك، يشعر الفرد بالمتعة والرضا والنشوة وغيرها من المشاعر الإيجابية.
علاوة على ذلك، تتفاعل الدوائر في الدماغ المسؤولة عن المكافأة مع دوائر أخرى تنظم الحالة المزاجية والتوتر والذاكرة واتخاذ القرار، مما يتسبب في اختلال التوازن الذي يجعل الشخص يشعر بالقوة، ويدفع الدافع لتناول المخدرات ويعزز عملية التعلم في الدماغ التي تربط المخدرات بالأحاسيس الممتعة. ويؤدي هذا إلى حدوث تكيفات عصبية في المخ تؤدي إلى انخفاض الاستجابة للجرعات المتوسطة من المخدر. ويتطلب الأمر جرعات أكبر لتحقيق نفس التأثيرات، وهو ما يؤدي في النهاية إلى الإدمان.
وتؤثر المخدرات على النواقل العصبية في الدماغ، وقد يؤثر اختلال توازن هذه النواقل الكيميائية على سلوك الشخص. وهذا يفسر السلوك العدواني الذي يظهر على المدمن.
واقرأ أيضًا: سلوكيات مريض إدمان المخدرات، وكيف تتخلص من الإدمان بـ5 طرق؟
2- العوامل البيئية:
تلعب الأسباب البيئية دورًا مهمًا ضمن أسباب إدمان المخدرات، على سبيل المثال، يشعر المدمن بالتهديد الغير حقيقى وشعوره بالاضطهاد.
يتطور لدى الأشخاص تحمُل للتأثير النفسي للمخدرات بسبب الاستجابة التكيفية للدماغ للجرعات المنتظمة أو كميات المخدر، مما يؤدي إلى تقليل التأثيرات النفسية. ثم يزيد الشخص من جرعات التعاطي لتحقيق نفس الإحساس بالنشوة، وفي النهاية يقع في حلقة مفرغة من استهلاك جرعات أعلى بشكل متكرر. ويختلف تطور التحمل حسب المادة المخدرة، والتي ويمكن أن يكون قصير الأمد أو طويل الأمد.
3- أعراض الانسحاب عند التوقف عن التعاطي
أعراض الانسحاب هي سمات أو أعراض صحية أو نفسية تحدث عندما يتوقف الشخص عن تعاطي المخدر. بعبارة أخرى، أعراض الانسحاب هي التأثيرات الأولى لإساءة استخدام الأدوية الموصوفة أو تعاطي المخدر، أي ردود فعل الجسم على غياب مادة مسببة للإدمان.
تتضمن بعض أعراض الانسحاب الأكثر شيوعًا: الغثيان والقيء واتساع حدقة العين والتعب والتعرق والقلق والتهيج والارتعاش وآلام العضلات والمفاصل والقشعريرة وزيادة معدل ضربات القلب والتثاؤب.
وتعتمد شدة أعراض الانسحاب على نوع الدواء الموصوف الذي أسيء استخدامه، وشدة الإدمان، وكمية المخدر المتناولة خلال اليوم. في بعض الحالات، تكون أعراض الانسحاب شديدة وتشمل الذهان ومشاكل القلب أو الأعصاب أو المعدة.
وفي بعض الأحيان، يعاني المدمن من أعراض الانسحاب حتى عندما لا يشارك في العلاج، إحدى العلامات الواضحة للإدمان هي الاستمرار في استخدام المخدر والشعور بأعراض الانسحاب عندما يكون الشخص غير قادر على الوصول للمخدر أو رغبته في التوقف عن التعاطي. في بعض الأحيان، قد لا يبدو أن الشخص يعاني من مشكلة حتى يكون في موقف لا يسمح له بالتعاطي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الانسحاب.
عوامل إدمان المخدرات:
فيما يلي قائمة بالعوامل التي قد تزيد من فرص الإصابة بإدمان المخدرات:
– يزداد الفضول حول تجربة المخدرات في سن المراهقة، ومع غياب الرقابة من الوالدين أو وجود مشاكل أسرية يلجأ المراهق إلى التعاطي هربًا من الضغوط النفسية.
– التاريخ العائلي في إدمان المخدرات.
– تجربة المواد المخدرة في سن مبكر، يجعل الشخص لا يستطيع التوقف عن التعاطي فيما بعد خاصة مع غياب العلاج.
– نقص المعرفة بأضرار إدمان المخدرات أو الكحول.
– سهولة الوصول إلى المواد المخدرة.
– الإصابة بحالات نفسية سابقة مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
– ضغوط أصدقاء السوء أو التواصل الاجتماعي مع أشخاص مدمنين.
– التعرض لصدمة سابقة لم يتم علاجها في وقتها.
– وجود اضطرابات في الشخصية.
كيف يتم علاج إدمان المخدرات؟
يتم علاج إدمان المخدرات في مستشفى إشراق بشكل شامل يضم كلا من علاج المشاكل الصحية والنفسية الناتجة من التعاطي والإدمان. ويتم علاج إدمان المخدرات من خلال خطوات نستعرض أهمها:
1- التشخيص ووضع برنامج العلاج
يتم عمل تشخيص للمريض للوقوف على حالته الصحية والنفسية، بعد عمل التحاليل والفحوصات الطبية والتقييم النفسي. ثم يتم وضع برنامج العلاج المخصص لحالته وفق جدول زمني مرن.
واقرأ أيضًا: كيف تعرف أنك وقعت في فخ إدمان الحشيش؟
2- علاج أعراض الانسحاب بالأدوية
ليست كل الحالات تحتاج للأدوية، ولكن قد يحتاج الطبيب في مرحلة علاج أعراض الانسحاب وتنظيف الجسم من السموم ببعض الأدوية التي تساعد على علاج أي ألم أو أعراض صحية ونفسية خلال سحب سموم المخدر من الجسم.
ويتم استخدام الأدوية في المقام الأول ضمن خطوات برنامج العلاج، وليس بمفردها أبدًا. والأدوية الموصوفة الأكثر شيوعًا هي الميثادون والبوبرينورفين والنالتريكسون، والتي تمنع المخدر من التأثير على الدماغ أو تقلل من الرغبة الشديدة في التعاطي وأعراض الانسحاب، وبهذه الطريقة تساهم في منع الانتكاس، ولكن يجب استخدام أي أدوية علاج إدمان المخدرات تحت إشراف طبي فقط.
كما يُوصف عقار لوفيكسيدين في كثير من الحالات لتخفيف الأعراض الجسدية الناتجة عن أعراض الانسحاب. تظهر أعراض الانسحاب في مرحلة التخلص من السموم، أي المرحلة الأولى من علاج إدمان المخدرات. تظهر هذه الأعراض في غضون 24 ساعة وتستمر حتى بضعة أسابيع أو أكثر، ولكن الأعراض تكون في أقوى حالاتها بعد يومين إلى ثلاثة أيام من التوقف عن تعاطي المخدرات.
3- العلاج السلوكي:
حجر الأساس لعلاج الإدمان هو العلاج النفسي وإعادة التأهيل السلوكي، والهدف الرئيسي للعلاج النفسي هو مساعدة المرضى على تغيير أنماط التفكير والسلوك غير الصحية أو السلبية من أجل التوقف عن تعاطي المخدرات.
والعلاج السلوكي المعرفي وإدارة الطوارئ هي العلاجات الأكثر شيوعًا لعلاج إدمان المخدرات. وتُعلم هذه العلاجات استراتيجيات لإدارة الرغبة الشديدة وتجنب المحفزات أو المواقف التي قد تسبب الانتكاس. ويحصل المريض على جلسات علاج فردية أو المشاركة في الاستشارة العائلية أو الجماعية.
اتصل الآن بنا للتعرف على برامج علاج الإدمان في كل سرية وأمان، واحصل على استشارة مجانية مع أحد ممثلي الفريق الطبي لمستشفى إشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان.
اترك تعليقاً