أعراض انسحاب الكوكايين من جسم مريض الإدمان من المراحل الصعبة التي يمر بها المتعاطي بعد التوقف عن تعاطي المخدر، زدائمًا تصاحبها أعراض جسدية ونفسية شديدة، وبالتالي يجد المدمن نفسه يعاود التعاطي ويظل في هذه الدائرة المفرغة من الإدمان تجنبًا لأعراض الانسحاب المؤلمة، ومخدر الكوكايين من أشد أنواع المخدرات لأنه سريع الخصائص الإدمانية ويسبب شعور بالنشوة والاسترخاء عالي مما يجعل المخ يعتمد عليه نفسيا وجسديا.
ونحن في هذا المقال، سنوضح أخطر أعراض الانسحاب لمخدر الكوكايين وكيف يمكنك التخلص منها؟.
ما هو إدمان الكوكايين؟
يُعد اعتماد الكوكايين حالة مزمنة من التوتر النفسي والجسدي، تتسم بالسلوك القهري وغير القابل للسيطرة في البحث عن المخدر وتعاطيه، رغم إدراك الشخص للعواقب السلبية الخطيرة الناتجة عنه.
الأسماء المتداولة للكوكايين في الشارع
يُعرف الكوكايين، بجميع أشكاله وتركيباته، بعدة أسماء شائعة بين المتعاطين وفي سوق المخدرات. من أبرز هذه الأسماء:
- كوك
- كراك
- روك
- سنو وايت (الثلج الأبيض)
- الآيسنج (السكر الناعم)
- فلاك
- بودرة
التركيب الكيميائي للكوكايين
يُعد الكوكايين مادة كيميائية مُنشطة قوية للجهاز العصبي المركزي، يستخلص بشكل أساسي من أوراق نبات الكوكا. ويُعرف علميًا باسم “بنزويل ميثيل إكجونين” (Benzoylmethylecgonine). غالبًا ما يُنتج الكوكايين في صورته النقية أو يُضاف إليه مواد كيميائية أخرى، مثل البنزوكايين والليدوكايين، وهما مخدران موضعيان يُستخدمان لزيادة حجمه وتعزيز تأثيره المؤقت.
واقرأ أيضًا: الفرق بين الكريستال ميث والكوكايين
كيف يسبب الكوكايين الإدمان؟
بمجرد دخول الكوكايين إلى الجسم، يحفز إطلاق الدوبامين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا رئيسيًا في الشعور بالمتعة والنشوة. ومع التعاطي المستمر، يحدث اضطراب في نظام المكافأة في الدماغ، مما ينجم عنه إدمان نفسي وجسدي. نتيجة لذلك، يصبح التوقف عن تعاطي الكوكايين أمرًا صعبًا ويرافقه ظهور أعراض انسحاب شديدة.
ما هي المخاطر الصحية والنفسية للكوكايين؟
يُصنف الكوكايين ضمن أخطر المواد المخدرة نظرًا لتأثيراته المدمرة على الصحة على المدى القصير والطويل. يتميز هذا المخدر بقدرة إدمانية عالية، ولا يقتصر تأثيره على النشوة المؤقتة، بل يُحدث تغييرات جذرية في كيمياء الدماغ ووظائفه الأساسية.
يُستخلص الكوكايين من نبات الكوكا، ويعمل عن طريق إحداث تدفق هائل للمواد الكيميائية المنظمة للمزاج والتحفيز والمتعة في الدماغ، وعلى رأسها الدوبامين. ينتج عن ذلك شعور سريع وقوي بالنشوة.
بمرور الوقت، يتحول تعاطي الكوكايين إلى آلية للهروب من الضغوط، خاصة في مواجهة القلق، والضغوط النفسية، والتوتر العاطفي. ولهذا السبب، يميل إليه الأفراد الذين يجدون صعوبة في التعامل مع مشاعرهم أو أعباء حياتهم اليومية.
ومع ذلك، فإن التوقف عن تعاطي الكوكايين ليس بالأمر الهين كما قد يتصور البعض. فالإدمان يخلق اعتمادًا نفسيًا وجسديًا قويًا، مما يجعل الإقلاع المفاجئ تحديًا كبيرًا، ويصحبه ظهور أعراض انسحاب الكوكايين المؤلمة والتي تستدعي الحصول على مساعدة علاجية متخصصة.
علامات إدمان الكوكايين
احمرار العينين، أو ملاحظة أن حجم حدقة العين أكبر أو أصغر من المعتاد.
تغيّرات في الشهية أو نمط النوم، مثل فقدان الرغبة في الأكل أو النوم المفرط أو الأرق.
تدهور في المظهر الخارجي والعناية الشخصية، مما يعكس إهمال النظافة أو الترتيب المعتاد.
سيلان الأنف أو الشم المتكرر دون سبب طبي واضح.
فقدان أو زيادة مفاجئة في الوزن خلال فترة قصيرة.
رعشة في الجسم، بطء أو تلعثم في الكلام، أو ضعف في التناسق الحركي.
واقرأ أيضًا: علاج ادمان الكوكايين بدون ألم في 4 خطوات وعلاج الإدمان نهائيًا
أعراض انسحاب الكوكايين
إليك أخطر أعراض انسحاب الكوكايين المؤلمة والتي تظهر عند التوقف عن التعاطي:
1. الاكتئاب الحاد
من أكثر أعراض انسحاب الكوكايين المنتشرة والخطيرة هي نوبات الاكتئاب الحادة، حيث يشعر المدمن بنوبات حزن شديدة، فقدان الاهتمام بأي شيء، وقد يصل الأمر إلى التفكير في الانتحار، خاصة في الأيام الأولى من التوقف عن تعاطي المخدر.
2. الرغبة الشديدة في التعاطي
يواجه المدمن خلال أعراض انسحاب الكوكايين ، رغبة قوية ومستمرة في العودة لاستخدام الكوكايين، وهي من أهم أسباب الانتكاس إذا لم يتم السيطرة عليها بالعلاج النفسي والسلوكي.
3. القلق والتوتر
يصاحب أعراض انسحاب الكوكايين نوبات من القلق الحاد، توتر عصبي، وشعور دائم بالخطر أو عدم الراحة النفسية، وقد يصعب على الشخص النوم أو الاسترخاء.
4. الإرهاق والخمول الشديد
يشعر مدمن الكوكايين بانخفاض كبير في الطاقة، ضعف عام في الجسم، ورغبة مستمرة في النوم، وأحيانًا النوم لساعات طويلة غير معتادة.
5. تقلبات المزاج والعدوانية
يحدث خلال أعراض انسحاب الكوكايين، اضطراب واضح في المزاج، وقد تظهر نوبات من الغضب المفاجئ أو السلوك العدواني تجاه النفس أو الآخرين، مما قد يهدد السلامة الشخصية.
ما سبب الهلاوس مع تعاطي الكوكايين؟
في بعض الحالات الشديدة، يعاني المدمن خلال أعراض انسحاب الكوكايين من هلوسات سمعية أو بصرية، ويشعر بالارتباك أو الانفصال عن الواقع، وهي أعراض خطيرة تستدعي التدخل الطبي الفوري.
الكوكايين والضعف الجنسي
عند تعاطي الكوكايين، تنتقل بعض نواتج تحلّل المخدر (المستقلبات) إلى نظام المكافأة في الدماغ، وهو المركز المسؤول عن تنظيم المشاعر المرتبطة بالسعادة والمكافأة. هذا النظام يعتمد على عمل الناقلات العصبية، وأهمها الدوبامين، وهو المادة الكيميائية التي تُشعِر الإنسان بالرضا واللذة وتُرسل إشارات إيجابية إلى باقي أنحاء الجسم.
المواد المخدرة مثل الكوكايين تُعطل عملية إنتاج الدوبامين الطبيعية، حيث تتسبب في اندفاع مفاجئ وكبير لهذه المادة الكيميائية، مما يمنح المتعاطي شعورًا قويًا ومؤقتًا بالنشوة. ومع الاستخدام المتكرر، يبدأ الدماغ في ربط الشعور بالمتعة فقط بتعاطي الكوكايين، ويتراجع إنتاج الدوبامين الطبيعي تدريجيًا، مما يُقلل من قدرة الشخص على الشعور بالسعادة دون المخدر.
ولا يقتصر تأثير ارتفاع مستوى الدوبامين على مشاعر السعادة فقط، بل قد يؤدي أيضًا إلى زيادة في الرغبة والإثارة الجنسية، وهو ما يُفسر لماذا يشعر بعض الأشخاص باندفاع جنسي ملحوظ أثناء تعاطي الكوكايين.
لكن هذا التأثير مؤقت للغاية، وغالبًا ما يعقبه انهيار حاد في المشاعر والطاقة، حيث تنخفض الرغبة الجنسية بشكل ملحوظ، وتحدث تغيرات سلبية في الدافع الجنسي، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي.
علاج أعراض انسحاب الكوكايين
يجب علاج أعراض انسحاب الكوكايين تحت إشراف طبي للسيطرة على الأعراض النفسية والجسدية.. ويتم البدء في مرحلة الديتوكس وتنظيف الجسم من السموم، حيث يتم ملاحظة المريض طوال اليوم على مدار الساعة.
هل توجد أدوية لعلاج أعراض انسحاب الكوكايين؟
حتى الآن، لا توجد أدوية معتمدة بشكل خاص لعلاج أعراض انسحاب الكوكايين. في السابق، اعتقد الأطباء أن استخدام أدوية تعمل على منع تدفّق الدوبامين في مراكز المتعة والمكافأة بالدماغ قد يُساهم في تقليل الرغبة الشديدة في تعاطي الكوكايين.
إلا أن الأبحاث الحديثة كشفت أن تأثير الكوكايين لا يقتصر فقط على مادة الدوبامين، بل يشمل أيضًا الناقلات العصبية الأخرى مثل السيروتونين، الجلوتاميت، وGABA، وهي جميعها تلعب دورًا مهمًا في تطور الإدمان وتعزيزه.
ويتم إعطاء بعض الأدوية بجرعات مختلفة تتناسب مع حالة كل مريض، مثل الأدوية المضادة للاكئتاب، وأدوية لعلاج نوبات القلق، وأدوية السيطرة على الرغبة لاقهرية في تعاطي المخدر والتي تظهر أثناء أعراض انسحاب الكوكايين.
علاج إدمان الكوكايين نهائيًا
من أهم طرق علاج أعراض انسحاب الكوكايين والتحرر من إدمان الكراك هو العلاج السلوكي والنفسي.. ويتم ذلك من خلال:
العلاج السلوكي لإدمان الكوكايين
يمثل العلاج السلوكي أحد أبرز الأساليب الفعالة في علاج إدمان الكوكايين، حيث يهدف إلى تعديل السلوكيات والأفكار المرتبطة بتعاطي المخدر، وتعزيز القدرة على المقاومة وبناء نمط حياة صحي ومستقر. وفيما يلي أهم أنواع العلاجات السلوكية المستخدمة:
1. العلاج القائم على التعزيز الإيجابي (إدارة الطوارئ – Contingency Management)
يعتمد هذا النوع من علاج أعراض انسحاب الكوكايين وعلاج الإدمان من الكراك، على تقديم حوافز تشجيعية للمريض عند تحقيقه سلوكًا إيجابيًا، مثل تقديم عينة بول خالية من المخدرات. يُكافأ الشخص برموز أو نقاط يمكن استبدالها بمزايا مفيدة، مثل وجبات مجانية في مطاعم، اشتراكات في النوادي الرياضية، أو خدمات أخرى تُعزز نمط الحياة الخالي من المخدرات.
وأثبتت هذه الطريقة فعاليتها في تحفيز المرضى على الاستمرار في العلاج، وتُستخدم بنجاح مع فئات متنوعة من المدمنين مثل النساء الحوامل، الآباء.
2. العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يُعد العلاج السلوكي المعرفي من أكثر الأساليب فعالية في علاج الإدمان، حيث يُساعد المتعافي على تغيير الأفكار السلبية والهدامة التي تؤدي إلى التعاطي، ويُساهم في معالجة الأسباب النفسية العميقة المرتبطة بالإدمان. كما يُمكّن المريض من التعرف على المواقف التي تثير لديه الرغبة في التعاطي، ويعلّمه مهارات التعامل مع التوتر والضغوط لتجنب الانتكاس. يُدرّب المعالجون باستخدام CBT المرضى على كيفية بناء ردود فعل صحية ومستقرة في مواجهة التحديات اليومية.
واقرأ أيضًا: أفضل مستشفى لعلاج الإدمان في مصر والشرق الأوسط
3. علاج إزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين (EMDR)
يُستخدم هذا النوع من علاج إدمان الكوكايين بشكل خاص مع الأشخاص الذين مرّوا بتجارب صادمة في الطفولة، مثل الاعتداء أو الإهمال، وهو ما يُعد شائعًا بين كثير من مدمني الكوكايين.
وتم تطوير هذا العلاج أساسًا لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، ويقوم على معالجة الذكريات الصادمة من خلال تقنيات خاصة تعتمد على تحريك العينين بشكل سريع أثناء تذكّر الحدث المؤلم، مما يُقلل من شدة المشاعر المرتبطة بهذه الذكرى.
أظهرت الدراسات أن EMDR يُساهم أيضًا في علاج القلق والاكتئاب اللذين قد يظهران بعد التوقف عن التعاطي.
اتصل برقم 01003222228 أو 01003222229 ، لمعرفة المزيد عن برامج علاج أعراض انسحاب الكوكايين، في مستشفى إشراق للطب النفسى وعلاج الادمان، افضل مصحة علاج إدمان في مصر والسعودية، سنجد البرنامج المناسب لك.. وسنوجهك لأفضل الطرق المناسبة لحالتك.
اترك تعليقاً