إدمان المورفين من أشهر المواد المخدرة لما يسببه من تأثير إدماني كبير، وتؤثر المخدرات، مثل المورفين، على نظام المكافأة في الدماغ عن طريق إحداث مشاعر نشوة ناتجة عن الدوبامين. تعمل زيادات الدوبامين على تعزيز السلوكيات الممتعة وتشجع على تكرار هذا السلوك، حتى لو كان النشاط غير صحي.
وبمرور الوقت، يتكيف الدماغ ويصبح نظام المكافأة أقل استجابة. يُعرف هذا التأثير باسم التحمل. يصبح الشعور بالنشوة الذي شعر به في البداية أقل حدة بكثير مع الاستخدام المتكرر للمخدر. لإعادة إحداثه، يجب تعاطي كميات متزايدة من المورفين ويصبح الجسم والدماغ معتمدين على استخدامه. بمجرد أن يصبح الشخص مدمنًا، يصبح الحصول عليه أمرًا يستهلك كل اهتمامه.. وهو ما يحتاج لعلاج إدمان المورفين بالأدوية بجانب العلاج النفسي لتحقيق التعافي.. فكيف يتم ذلك؟.
ما هو إدمان المورفين؟
دعونا نفهم طريقة عمل الإدمان…
يرتبط المورفين بمستقبلات الأفيون وينشطها في الدماغ والحبل الشوكي. هذه المستقبلات هي جزء من نظام تخفيف الألم الطبيعي في الدماغ. إذا تم إيقاف الدواء أو تقليله فجأة، يمكن أن تحدث أعراض الانسحاب، ولهذا السبب غالبًا ما يُنصح بإزالة السموم من المورفين. يمكن أن تكون أعراض الانسحاب شديدة وتشمل القلق وآلام العضلات والأرق والغثيان والرغبة الشديدة، مما يدفع إلى استمرار استخدام الدواء لتجنب الشعور بالانزعاج.
يُنتج المورفين أحاسيس بالاسترخاء والنشوة والرفاهية، وهي تأثيرات مرغوبة تدفع إلى تعاطيه بشكل متكرر.
ينشأ إدمان المورفين غالبًا عن الاستخدام المتواصل له. ومع الاستعمال المطول، قد يتطور لدى الشخص تحمّل للدواء، مما يستلزم زيادة الجرعات للحصول على التأثير المطلوب.
بمرور الوقت، يعتاد الجسم والدماغ على وجود المورفين في النظام، وعند محاولة التوقف عن تعاطيه، تظهر أعراض انسحاب مزعجة. وسرعان ما يتطور الاعتماد النفسي بعد الاعتماد الجسدي.
يمثل التغلب على إدمان المورفين تحديًا كبيرًا، ويجد الكثيرون أنفسهم عالقين في حلقة مفرغة من التعاطي سعيًا لتجنب أعراض الانسحاب المؤلمة والشعور بالضيق الناتج عن عدم الاستخدام.
الشخص المدمن على المورفين يبحث عنه بشكل قهري ويتعاطاه بإفراط، متجاهلًا العواقب السلبية المترتبة على ذلك.
يُعد العلاج النفسي والدوائي عنصرين أساسيين ومكملين لبعضهما البعض في علاج الإدمان، ولكل منهما أهمية ودور محدد يساهم في تحقيق التعافي الشامل والمستدام.
أهمية العلاج النفسي في علاج إدمان المورفين:
يتم الاعتماد على العلاج النفسي ضمن برامج علاج إدمان المورفين لعلاج الأعراض التالية:
- تغيرات في الدوائر الاجتماعية؛ قد يختار الشخص الذي يعاني من مشكلة تعاطي المخدرات أن يحيط نفسه بآخرين يتعاطون المخدرات.
- تجنب الاتصال بالأحباء
- الكذب المتكرر أو عدم الأمانة أو الخداع
- ضعف الأداء في العمل أو المدرسة
- تقلبات مزاجية
- انخفاض المشاركة في الأنشطة أو الهوايات
- العزلة الذاتية والسلوك السري
- إهمال المسؤوليات اليومية
- نوبات الاكتئاب
- الهلاوس السمعية
- اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب ثنائي القطب.
- نوبات الذهان
أهمية العلاج النفسي في علاج إدمان المورفين
- علاج الأسباب الجذرية: يساعد العلاج النفسي المدمنين على استكشاف وفهم الأسباب الكامنة وراء سلوك الإدمان، مثل الصدمات النفسية، والقلق، والاكتئاب، ومشاكل العلاقات، ونقص مهارات التأقلم. من خلال معالجة هذه القضايا الأساسية، يصبح من الأسهل تحقيق تعافٍ طويل الأمد.
- تطوير آليات التكيف: يُعلّم العلاج النفسي الأفراد استراتيجيات ومهارات جديدة للتعامل مع المحفزات والرغبات الشديدة والضغوط الحياتية دون اللجوء إلى المخدرات أو الكحول. يشمل ذلك تقنيات مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الجدلي السلوكي (DBT).
- تغيير أنماط التفكير والسلوك: يساعد العلاج النفسي في تحديد وتغيير أنماط التفكير السلبية والمعتقدات غير الصحية التي تساهم في الإدمان. كما يعمل على تعزيز سلوكيات صحية وبناءة.
- تحسين الصحة النفسية: غالبًا ما يعاني الأفراد المدمنون من اضطرابات نفسية مصاحبة. يساعد العلاج النفسي في تشخيص وعلاج هذه الاضطرابات، مما يحسن بشكل كبير من فرص التعافي.
- تعزيز الدافعية والالتزام: يمكن للدكتور النفسي أن يساعد المدمن على استكشاف دوافعه للتغيير وتعزيز التزامه بعملية التعافي.
- توفير الدعم العاطفي: يوفر العلاج النفسي بيئة آمنة وداعمة للأفراد للتعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم، مما يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة الذي غالبًا ما يصاحب الإدمان.
- الوقاية من الانتكاس: من خلال تعلم آليات التكيف وتحديد المحفزات، يصبح الأفراد أكثر قدرة على منع الانتكاس والتعامل معه في حالة حدوثه.
واقرأ أيضًا: إدمان النالوفين : أهم علامات الإدمان، وأعراض الانسحاب وطرق العلاج نهائيًا
أهمية علاج الإدمان بالأدوية:
يتم الاعتماد على بعض الأدوية أثناء رحلة علاج إدمان المورفين للأسباب التالية:
- إدارة أعراض الانسحاب: يمكن أن تكون أعراض الانسحاب شديدة وغير مريحة، بل وخطيرة في بعض الأحيان. تساعد الأدوية في تخفيف هذه الأعراض، مما يجعل عملية التخلص من السموم أكثر أمانًا وأكثر احتمالًا للاستكمال.
- تقليل الرغبة الشديدة: تتوفر أدوية معينة يمكن أن تساعد في تقليل الرغبة الشديدة في تعاطي المخدر أو الكحول، مما يسهل على الأفراد الحفاظ على الامتناع.
- حجب تأثيرات المخدر: تعمل بعض الأدوية على حجب تأثيرات المخدر في الدماغ، مما يقلل من متعة التعاطي ويقلل من احتمالية الانتكاس.
- علاج الاضطرابات النفسية المصاحبة: غالبًا ما يتم استخدام الأدوية لعلاج الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان، مثل الاكتئاب والقلق، مما يحسن من استقرار الحالة النفسية ويدعم التعافي.
- المساعدة في الحفاظ على الامتناع: يمكن لبعض الأدوية أن تساعد الأفراد على المدى الطويل في الحفاظ على الامتناع عن طريق تقليل الرغبة الشديدة أو حجب تأثيرات المخدر.
التكامل بين العلاج النفسي والدوائي لعلاج إدمان المورفين:
يعتبر الجمع بين العلاج النفسي والدوائي في كثير من الحالات هو النهج الأكثر فعالية لعلاج الإدمان. حيث يعمل العلاج الدوائي على تحقيق الاستقرار الجسدي وتقليل الأعراض الحادة، بينما يعالج العلاج النفسي الجوانب النفسية والسلوكية للإدمان ويعزز آليات التكيف طويلة الأمد.
يُمكنك التواصل معنا من خلال الأرقام التالي: 0021003222228 من خارج مصر، ومن داخل مصر من خلال الرقم التالي: 01003222228 أو 01003222229.
اترك تعليقاً