إدمان دواء ليريكا، مع الأسف تبدأ قصته دائماً بنفس الطريقة: “إنه مجرد مسكن للأعصاب”، “يساعدني على التركيز”، “إنه دواء بوصفة طبية، لذا فهو آمن”، “إنه ليس كالمخدرات الحقيقية الخطيرة”. هذا هو الوهم الأكبر والأكثر خطورة حول دواء ليريكا (البريجابالين).
الحقيقة هي أن الاستخدام المستمر بجرعات عالية (أعلى من الموصوفة طبياً)، ولمدى طويل يحول هذا الدواء إلى مدمر صامت للجهاز العصبي والجسم. الضرر الذي يسببه تراكمي، وقد لا تلاحظه إلا بعد فوات الأوان بعد ظهور أعراض الانسحاب.
في هذا التقرير، سنكشف بالترتيب أخطر 7 أضرار، مقسمة بين ما يفعله بجسدك وما يفعله بعقلك وحياتك.
الأضرار الجسدية لإدمان دواء ليريكا
الجسد هو أول من يدفع الثمن من إدمان ليريكا. على المدى الطويل، تتحول الآثار الجانبية العابرة إلى أضرار دائمة. هذه هي الأخطر:
تلف الكلى والفشل الكلوي Renal Failure
هذا هو الضرر الجسدي رقم 1 والأخطر لليريكا..
- يتم التخلص من 98% من دواء ليريكا (البريجابالين) كما هو، دون تغيير، عن طريق الكلى. عندما تتعاطى جرعات هائلة يومياً ولمدة سنوات، فأنت تجبر الكلى على “فلترة” هذا المركب الكيميائي بجهد يفوق طاقتها بعشرات المرات.
- هذا الإجهاد المستمر يؤدي إلى “احتراق” خلايا الكلى. يبدأ الأمر بإرهاق كلوي مزمن، ثم يتطور ببطء ولكن بثبات إلى لآ، وهي حالة لا رجعة فيها قد تتطلب الغسيل الكلوي الدائم للبقاء على قيد الحياة.
الضرر العصبي الدائم و”ضباب الدماغ” Brain Fog
- ليريكا يعمل مباشرة على الجهاز العصبي المركزي لتنظيم الإشارات الكهربائية. الاستخدام المفرط طويل الأمد يسبب “إرهاقاً” دائماً للمستقبلات العصبية، كأنك تدمر “أسلاك” دماغك حرفياً.
- النتيجة على المدى الطويل: “ضباب دائم في التفكير” (Brain Fog) حتى عندما لا تكون تحت تأثير الدواء. ستعاني من صعوبة بالغة في التركيز، وضعف ذاكرة كارثي يشبه أعراض الخرف المبكر، وفي كثير من الأحيان، رعشة دائمة في الأطراف لا تختفي.
زيادة الوزن المفرطة من أسباب إدمان دواء ليريكا
- زيادة الوزن هي عرض جانبي معروف لليريكا حتى بالجرعات العلاجية. لكن مع الإدمان، يتحول الأمر إلى “ضرر”. يسبب ليريكا احتباساً شديداً للسوائل في الجسم (تورم واضح في الأطراف والوجه)، وفي نفس الوقت يفتح الشهية بشكل مرضي.
- النتيجة على المدى الطويل: سمنة مفرطة ومقاومة للأنسولين. هذه السمنة تفتح الباب على مصراعيه أمام أمراض مزمنة أخرى مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين.
الضعف الجنسي وفقدان الرغبة
- الشرح: التأثير المهدئ القوي لليريكا على الجهاز العصبي المركزي لا يتوقف عند الدماغ، بل يمتد ليثبط المراكز العصبية المسؤولة عن الرغبة والأداء الجنسي.
- النتيجة على المدى الطويل: ضعف شديد في الانتصاب لدى الرجال، وبرود جنسي وفقدان كامل للرغبة (الليبيدو) لدى الجنسين. هذا الضرر غالباً ما يكون سبباً رئيسياً في تدمير العلاقات الزوجية والأسرية.
واقرأ أيضًا: الدليل الشامل لعلاج إدمان ليريكا
الأضرار النفسية لإدمان ليريكا
الضرر النفسي قد يكون أبطأ في الظهور، لكنه غالباً ما يكون السبب المباشر في تدمير الحياة بالكامل. هذه هي الأضرار الثلاثة الأخطر:
1- الاكتئاب الحاد والأفكار الانتحارية
- عمل ليريكا على تغيير كيمياء الدماغ بالكامل. الاعتماد عليه للمدى الطويل للحصول على النشوة والاسترخاء، يسبب خللاً دائماً في إنتاج النواقل العصبية الطبيعية المسؤولة عن السعادة (مثل السيروتونين والدوبامين).
- النتيجة على المدى الطويل: عندما لا يتعاطى الجرعة، أو عندما يحاول التوقف، يدخل المريض في اكتئاب عميق ومظلم لا تفلح معه أي مسكنات عادية. وهذا ما يرفع معدلات الأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار الفعلية بشكل مأساوي بين مدمني ليريكا.
قد يعجبك قراءة: تكلفة وأسعار علاج إدمان ليريكا في مصر
2- تفاقم القلق ونوبات الهلع
- هنا تكمن المفارقة .. الكثيرون يبدأون تعاطي ليريكا في الأصل لعلاج القلق. لكن على المدى الطويل، يفقد الدماغ قدرته الطبيعية تماماً على تنظيم القلق بنفسه، ويصبح معتمداً 100% على الدواء.
- النتيجة على المدى الطويل: يصبح الشخص غير قادر على مواجهة أبسط مواقف الحياة اليومية بدون الدواء. وعندما يحاول التوقف، يرتد القلق عليه في شكل نوبات هلع عنيفة، وهلاوس سمعية وبصرية، وشعور دائم بالهلاك الوشيك.
3- الموت الاجتماعي والمهني (اللامبالاة)
- هذا هو الضرر الذي يجمع كل ما سبق. مزيج من (ضباب الدماغ الدائم + الاكتئاب + القلق المستمر) يحول الشخص إلى إنسان فاقد للاهتمام.
- النتيجة على المدى الطويل: فقدان تام للشغف (Apathy). لا مبالاة تجاه العمل، الأسرة، الأصدقاء، وحتى النظافة الشخصية. يصبح الشخص غير قادر على الحفاظ على وظيفة، ويدمر علاقاته الأسرية والاجتماعية، وينعزل تماماً. إنه الموت الاجتماعي، حيث يصبح الشخص سجيناً للدواء، ويفقد حياته التي يعرفها بالكامل.
واقرأ أيضًا: الفرق بين ليريكا والترامادول: أيهما أخطر ولماذا؟
هل يمكن عكس هذا الضرر؟
بعد قراءة هذه القائمة المخيفة، هذا هو سؤال “الأمل” الذي يجب الإجابة عليه بصدق.
- الإجابة الصادقة: تعتمد الإجابة على نوع الضرر ومدته.
- ما قد لا يمكن عكسه: للأسف، التلف الشديد في الكلى (الذي يصل لدرجة الفشل الكلوي) غالباً ما يكون ضرراً دائماً.
- ما يمكن علاجه (وهو الأهم): الدماغ البشري يمتلك مرونة هائلة. الضرر النفسي (الاكتئاب، القلق) والضرر العصبي (ضباب الدماغ، ضعف الذاكرة) يمكن علاجهما بشكل كبير بعد التوقف عن التعاطي.
- الشرط الوحيد في الشفاء يبدأ فقط بعد التوقف التام والآمن عن التعاطي (تحت إشراف طبي لمنع خطر التشنجات)، والخضوع لبرنامج علاج وتأهيل نفسي مكثف لإعادة “برمجة” الدماغ وتعليمه كيف يعمل من جديد بدون الدواء.
كلمة من إشراق
قائمة الأضرار هذه مخيفة، وهي ليست للتهويل، بل هي حقيقية وموثقة طبياً. الخطر الأكبر في ليريكا أنه “دواء صامت” يمنحك شعوراً جيداً اليوم، بينما يأخذ منك حياتك قطعة قطعة على المدى الطويل.
الضرر الجسدي والنفسي يتراكم مع كل جرعة زائدة. لكن الخبر الجيد هو أن هذا التراكم المدمر يتوقف تماماً في اللحظة التي تقرر فيها طلب المساعدة.
ابدأ العلاج الآن مع إشراق
لا تنتظر حتى يصبح الضرر دائماً. إذا كنت أنت أو شخص تحبه يعاني من واحد أو أكثر من هذه الأعراض، فالوقت لم يفت بعد.
تواصل معنا اليوم في مستشفى إشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان. فريقنا الطبي جاهز لتقييم مدى الضرر ووضع خطة علاجية آمنة لسحب السموم وعلاج الأضرار النفسية والجسدية الناتجة عن الإدمان، بسرية تامة.
تمت مراجعة المقال طبيًا من فريق مصحة إشراق.
اترك تعليقاً