كيف يتم علاج إدمان العادة السرية؟، سؤال يأتي إلينا مرارًأ وتكرارًا من أشخاص وقعوا في فخ هذه العادة الضارة صحيا ونفسيا، والاستمناء أو القيام بالعادة السرية بشكل مفرط، يوقع الشخص في شبح الإدمان حيث يصبح مدمنًا على المشاعر الممتعة التي توفرها له هذه الممارسة، ويمكن أن يؤثر إدمان الاستمناء على علاقات الشخص ويؤدي إلى سلوكيات غير صحية، بما في ذلك العزلة والاكتئاب. لهذه الأسباب، من المهم فهم علامات وأسباب إدمان الاستمناء ومعرفة طرق علاج إدمان العادة السرية.
ما هو إدمان العادة السرية؟
العادة السرية، سواء في علاقة أو بمفرده، هو جزء من ممارسة جنسية صحية. ومع ذلك، يمكن أن يصبح الاستمناء مشكلة عندما تشعر بالرغبة القهرية أو الحاجة المستمرة للاستمناء.
ويبدأ إدمان العادة السرية، بسبب إفراز الاستمناء الدوبامين – تمامًا مثل بعض المخدرات – مما يجعله إدمانًا. ويجد الشخص نفسه بالاستمرار في ممارسته للعادة السرية للحصول على هذه المشاعر من اللذة ثم يقوم بتكرارها اكثر وأكثر، على أمل الشعور بنفس إفراز الدوبامين الذي شعر به عندما بدأ الاستمناء لأول مرة.
الفرق بين العادة السرية المزمنة والمفرطة
عندما يتعلق الأمر بالاستمناء أو ممارسة العادة السرية، لا يوجد شيء اسمه الإفراط. بشكل مُبسط، يصاب بعض الأشخاص بإدمان على الفعل نفسه. يتميز هذا بالاستمناء المفرط والمزمن الذي يتعارض مع الأنشطة اليومية، فقد يقضي الفرد عدة ساعات في اليوم في الاستمناء، وقد يفعل ذلك في أماكن خارج منزله لأنه لا يستطيع التحكم في رغبته على العادة السرية.
وهناك عدة أسباب محتملة لإدمان ال
عادة السرية. قد يكون وسيلة للتعامل مع التوتر أو القلق. وقد يكون وسيلة للهروب من الواقع أو الهروب من الألم العاطفي. بجانب نقطة هامة وهي أن هناك أفراد معرضون للوقوع في فخ أي نوع من أنواع الإدمان أكثر من أفراد آخرين، فالغدمان بكافة أشكاله خلل في وظائف المخ، أو اضطراب نفسي يحتاج لإعادة التأهيل والعلاج.
يتطلب علاج إدمان العادة السرية الصبر، ويجب ان يتم على يد طبيب لأن العلاج سيشمل الجانب الصحي والنفسي.
علامات إدمان العادة السرية
بالنسبة للأطفال الصغار والمراهقين، من المهم التمييز بين ما يعتبر “سلوكًا جنسيًا طبيعيًا” وبين السلوك الجنسي غير الطبيعي. تُعَد المشاعر الجنسية جانبًا أساسيًا من التجربة الإنسانية، حتى في سن مبكرة، وهناك بعض العلامات التحذيرية حول السلوك الجنسي الإشكالي بشكل عام ولكنها قد تكون مؤشرًا على إدمانالعادة السرية المحتمل أيضًا.
السلوكيات النموذجية وغير النموذجية حسب الفئة العمرية هي كما يلي:
الأطفال من سن 10 إلى 13 عامًا
- نموذجي: استخدام لغة جنسية، والرغبة في إقامة علاقات عاطفية، والاستمناء في الخفاء.
- غير نموذجي: الاستمناء القهري، وإجبار الآخرين على ممارسة النشاط الجنسي، وتبادل الأموال أو السلع مقابل هذه الأنشطة، أو تصوير ونشر صور جنسية للذات.
المراهقون من سن 14 إلى 17 عامًا
- نموذجي: مشاهدة الأفلام الإباحية بغرض الإثارة الجنسية، ومناقشة الجنس مع الأصدقاء، والانخراط في نشاط جنسي مع آخرين في نفس العمر.
- غير نموذجي: الانشغال بالمواد الجنسية العدوانية أو المواد الإباحية غير القانونية، والانخراط في أفعال مع أطفال أصغر سنًا بشكل ملحوظ، وإجبار الآخرين على ممارسة النشاط الجنسي.
البالغون
- بالنسبة للبالغين وكبار السن، قد يكون الاستمناء الإشكالي استمرارًا من الطفولة أو المراهقة أو يصبح اضطراب نفسي وسلوكي حديث. بالنسبة لهذه الفئة العمرية، قد يستلزم ذلك التعبير عن خيال جنسي سري، أو تلبية الاحتياجات المرغوبة التي لا يحققها الزوجة / الزوجة، أو الشعور بالوحدة، أو الملل.
أهم علامات إدمان العادة السرية
إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كنت أنت أو شخص تعرفه مدمنًا على العادة السرية، فقد تشير هذه العلامات إلى وجود إدمان على الاستمناء:
- التفكير المستمر في ممارسة العادة السرية.
- الاستمناء في أماكن غير مناسبة (العمل، المدرسة، الحمامات العامة).
- استخدام الاستمناء كآلية للتكيف مع ضغوط الحياة.
- ممارسة العادة السرية لفترات طويلة من الزمن أو بشكل متكرر جدًا.
- الإصابة الجسدية للأعضاء التناسلية بسبب الإفراط في الاستخدام.
- اختيار ممارسة العادة السرية دائمًا على ممارسة الجنس مع الزوج / الزوجة.
- الشعور بالذنب أو الخجل بعد ممارسة العادة السرية.
- الاستمناء بغض النظر عن وجود الإثارة أم لا.
نصائح لعلاج إدمان العادة السرية
يتخيل البعض أنه من السهل علاج إدمان العادة السرية بمفردهم، ولكن هذا غير صحيح، لأن ببساطة ستظهر أعراض الانسحاب على الشخص أبرزها الرغبة القهرية في ممارسة العادة السرية، والشعور بتوتر وقلق لن يتخلص منه إلا بممارسة العادة السرية.
على الرغم من أن التغلب على إدمان الاستمناء قد يبدو صعبًا، إلا أن هناك تقنيات يمكن أن تساعد الشخص على الحد من العادة السرية والبدء في إقامة علاقة أكثر صحة معه. الأشياء التي يمكن أن تكون مفيدة في الحد من العادة السرية هي:
- ممارسة الرياضة لإطلاق الدوبامين بشكل صحي.
- الحد من التعرض للمحتوى الإباحي.
- رياضة اليوجا والتأمل.
- تحديد المحفزات التي تجعلك تمارس العادة السرية والابتعاد عنها.
- قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
- استكشاف هوايات جديدة.
- عدم الخلوة بنفسك بقدر المستطاع.
علاج إدمان العادة السرية في مستشفى إشراق
إذا كنت تعاني من إدمان العادة السرية، فاعلم أنك لست وحدك. فهناك آخرون يعانون من هذا النوع من الإدمان أيضًا وتمكنوا من علاج إدمان العادة السرية نهائيًا.
وإذا كنت غير قادر على تخفيف رغبتك في الاستمناء وتجد صعوبة متزايدة في التركيز على العمل وعلاقاتك الشخصية، فسيتمكن الفريق الطبي داخل مستشفى إشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان، من العمل معك للمساعدة في تحديد المحفزات وتزويدك بمهارات التأقلم الصحية للتغلب على الإدمان وتلقي علاج إدمان العادة السرية بنجاح.
وعلى الرغم من أن إدمان الاستمناء ليس تشخيصًا رسميًا، إلا أن هناك خيارات علاجية متاحة تساعد في تقليل الأعراض وصولاً به لمرحلة علاج إدمان العادة السرية نهائيًأ.
أدوية علاج إدمان العادة السرية
على الرغم من عدم وجود دواء معتمد لعلاج إدمان العادة السرية، إلا أن الطبيب قد يساعدك في تحديد ما إذا كانت الأدوية قد تساعدك. في بعض الأحيان، قد يكون هناك اضطراب عقلي آخر مثل الاكتئاب الشديد أو اضطراب الوسواس القهري (OCD)، والذي قد يتحسن بالأدوية.
يمكن أن يكون النالتريكسون، وهو دواء تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج اضطرابات تعاطي المواد الأفيونية والكحول، مفيدًا في بعض الأحيان.
وأكدت الدراسات الطبية أن بعض الأدوية فعالة في إدارة أعراض فرط النشاط الجنسي والاستمناء المفرط.
تشمل الأدوية التي يمكن وصفها لعلاج إدمان العادة السرية ما يلي:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
- مضادات الأندروجين لعلاج المرضى الذين ينتجون كميات كبيرة من التستوسترون المحفز للشعور بفرط النشاط الجنسي.
- نظائر GnRH، وهو الهرمون المحرر لإفراز الهرمونات المنشطة للغدد التناسلية، ويتم إفرازه من الغدة النخامية الأمامية.
تساعد مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في تقليل الرغبة الجنسية، مما يقلل من الحاجة إلى الاستمناء. وتعمل مضادات الأندروجين على تقليل مستويات هرمون التستوستيرون، والتي ارتبطت بمستويات أعلى من النشاط الجنسي والاستمناء. من خلال تقليل هرمون التستوستيرون، يمكن لمضادات الأندروجين أن تساعد في تقليل الرغبة في العادة السرية. بينما تعمل بدائل GnRH على تثبيط إنتاج هرمون التستوستيرون في الخصيتين وتقليل الرغبة الجنسية أيضًا.
أهمية العلاج النفسي في علاج إدمان العادة السرية
علاج إدمان العادة السرية ليس محصورًا فقط في الأدوية، وإنما هو برنامج علاجي شامل لتحقيق التحرر من العادة السرية للأبد، وهذا يكون من خلال الأدوية كما سبق وذكرنا، والعلاج النفسي.
ويلعب العلاج النفسي الدور الأساسي في علاج إدمان العادة السرية، لأن ليس جميع المرضى يحتاجون للعلاج بالأدوية ولكنهم لن يستطيعوا ترك هذه العادة إلا بتلقي العلاج النفسي الذي يبحث عن الأسباب الأساسية التي أدت لهذا السلوك القهري والبدء في علاجه.
تواصل مع فريق مستشفى إشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان، للتحدث مع أحد المتخصصين الطبيين داخل المستشفى في كل سرية وأمان لإيجاد الحلول التي تساعدك في علاج إدمان العادة السرية.
اترك تعليقاً